Get Mystery Box with random crypto!

يظل الإنسان متكبرا عن الدروس التأصيلية التأسيسية، إذ يظن أنه ق | السبيل

يظل الإنسان متكبرا عن الدروس التأصيلية التأسيسية، إذ يظن أنه قادر على تجاوزها بوصفها بديهيات، ثم تأتيه مواقف الواقع لتستخرج منه ضعف الديانة، وارتجال القول، وزعزعة الآراء.. ونرى طوام كبرى من أشخاص استسهلوا الكلام فيها، فقلبوا الفرعيات في الدين قطعيات، وجعلوا القطعي فرعيا، وظنوا أنهم أحسنوا ونصروا، وكل ذلك وهمٌ أتى من الاستخفاف بصغار العلم -التي رُبّي بها العلماء ابتداء- فقفزوا إلى كباره وتسوّروا جدارا لا يوائم أحجامهم.
ولذلك نجد أحدهم -مثلا - لا يتحدث عن المرأة إلا حين يحصل موقف جزئي في الواقع، وهو من قبل ذاك منقطع عن فهم ومعايشة تلك القضايا بدعوى تركها للنساء وأنهن أعرف بقريناتهن من النساء، أو تكون معرفته محصورة بمتابعة النسويات فيدلي خرطومه المعرفي الوحيد في كل قضية، دون حياء ولا مراعاة لأمانة القول.
وآخر لا يعرف عن الدعوة شيئا ولا أمسك كتابا تربويا في حياته، تجده حين يجد شخصا يخالف طائفته أو ينتمي لجماعة يبغضها؛ يُعَنتر خطابه ويبدأ بلطميات تشعرك أنك لو محوت وجود الطائفة المخالفة له اليوم سيخرج المهدي غدا ويتحرر المسجد الأقصى.

يزداد يقيني في كل مرة أننا في زمان إعادة التذكير والتكرار والتفهيم والتلقين والتحفيظ والتوعية بالبديهيات الأولية في ألف باء إسلام وأخلاق.. لأن ما يحصل في الواقع لا تعبير عنه إلا كلمة "جهل مركب في جاهلية ثانية"!