Get Mystery Box with random crypto!

(تابع) القياس الذي أعتمده للتمثيل هاهنا هو سكب الطلاء في الدلو | السبيل

(تابع)
القياس الذي أعتمده للتمثيل هاهنا هو سكب الطلاء في الدلو، فالذي علينا التعامل معه بوعي هو أن المدارس الحكومية الغربية مطالبة بتعليم الأطفال مواد أكاديمية بحتة: كالقراءة، الكتابة، والحساب.. على نحو يشبه من حيث المبدأ صب كم هائل من الطلاء في دلو صغيرة..

فالدلاء الصغيرة هي أذهان أبنائنا الصغار، لكن الطلاء ذاك لم يعد نقياً، إنما امتلأ بنجاسات الإلحاد، الليبرالية، العلموية، وبالتأكيد النسوية، ضلالات بعضها من بعض، تم تضمينها و دمجها بخبث مع المواد الأكاديمية، بحيث يغدو استئصالها أو فصل أحدهما عن الآخر أمرا عسيرا، إلى شبه مستحيل..

التعلم، النضج، الحكمة، معرفة النفس، العلم، الفهم، والفقه: كلها مفاهيم مهمة لأقصى حد، فهي تتضافر وتتآزر جميعها لتشكيل وبناء النسخة البشرية السوية ما أمكن، وهي نفسها غير متوفرة في النموذج التعليمي الروسي-الامريكي السائد..

التعليم يختلف كليا عن التربية أو العلم، وهذا الفهم المحدود هو بعينه الذي تقع فيه بعض الاخوات المتأثرات بالخطابات النسوية، تقول: “الإسلام يحث ويدعو إلى التعلم، فأول كلمة نزلت من الوحي الشريف هي {إقرأ}، ولذا فحصولي على الدكتوراة في الإدارة المالية عبادة خالصة”..

المسلمون كانوا دائماً على وعي بضرورة تمحيص ما يتلقونه ويُعرض عليهم، لا يكفي الاهتمام بالمعلومة، لكن من يقولها، ما خلفيته وكيف تؤثر منطلقاته بشكل أو بآخر في نفس المتلقي، وهذا بالضبط ما يحصل للتلميذ مع المدرس داخل الفصل؛ إذ يعمد إلى مراقبة جل تحركاته، تعابير وجهه، ما يتلفظ به، وكل ما يتعلق بطريقة تعامله عموماً، وهو ما يمكن أن نختصره في "التعلم بالقدوة”، لذلك كان أخذ الدين من مصادره الموثوقة، والتثبت من المعلومة وحاملها أمرا جوهريا حثنا عليه الإسلام.

(وهو ما دفعني على وجه الحقيقة إلى تدريس أبنائي منزلياً، وإن لم أُرزق بالبنات. غير أنني لو رُزقت بأنثى فحتماً ساحرص على تعليمها منزلياً لإنقاذها من لوْثات النسوية السامة)

كان هذا ببساطة واقع نظام التعليم الشامل، القائم على مزج كل ما هو أكاديمي بالغيبيات و التوجهات الفكرية السائدة المطلوبة حتى يتلاءم الذهن الناتج مع دعاوى النسوية، الفردانية، واللاأدرية...

في المنشور القادم إن شاء الله، سنحاول كشف الغطاء عن الجانب الاجتماعي لنظام التعليم، واثره على الفتيات اللاتي شققن طريقهن صوب النسوية..

-

(المقال هو الثالث في سلسلة مقالات نشرتها أختنا أم خالد)