2022-09-01 16:58:19
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة شرعية لا تقل أهميتها عن الصلاة والصوم، وإذا كان عقاب ترك فريضة الصلاة مقتصراً على الفرد نفسه، فإن عقاب ترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي متعدٍ لغيره، ويكاد أثر التقصير فيها أو تركها يفتك بالمجتمع بأسره.
وكما أن الصلاة واجبة على الذكر والأنثى، وعلى الشيخ والمعلم والطالب والسياسي والإعلامي وغيرهم، فإن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك واجبة على الجميع كلٌ بقدر استطاعته وعلمه.
ولقد استحق بنو إسرائيل اللعنة والطرد من رحمة الله بسبب سلبيتهم وانعدام مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم بتركهم فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"
فقد أجرم القوم مرتين، مرة حين وقعوا في الآثام والذنوب، وأخرى حين تركوا المعاصي تشيع فيهم دون أن تسود فيهم روح التناهي عنها، لكن عقاب الله أصابهم على الجريمة الثانية لا الأولى، فالإنسان مجبولٌ على الخطأ والنسيان ويصيبه شيئٌ من الغفلة والتقصير، ومن تاب يتوب الله عليه.
أما الجريمة الثانية وهي التعايش مع المعاصي والركون إلى الفساد ومسايرة الفاسدين، والتعامل مع الإنحراف السلوكي والفكري كأمر واقع، أو أنه ضربٌ من التنوع الثقافي والفكري؛ لا بد وأن ينتج عنه تضييع معالم الحق وتمييع القيم وطمس الأخلاق، حتى تأتي أجيال لاحقة تنشأ في ظل الانحراف وتشب فيه، ويصبح التفريق بين المعروف والمنكر أمراً غير متيسر وغير مستساغ، حينها تجري سنن الله على الأقوام والجماعات دون محاباة.
إن الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم من يوفرون للمجتمع استقراره واستقامته، ويحفظون عليه توازنه وشروط استمراره، لذلك لا بد أن تُهيأَ لهم السبل الميسّرة والوسائل المؤثرة لتبيان الحق والدعوة للخير، ما يسمح باستمرار سنة المدافعة بين الحق والباطل حتى يقضي الله أمره.
T.me/a2qanita1
809 views13:58