دخل أرطاة بن سُهيَّة على عبد الملك بن مروان وقد أتت عليه مائة | ابْن العَرَبي
دخل أرطاة بن سُهيَّة على عبد الملك بن مروان وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة، فقال له: كيف حالك يا أرطاة؟ قال: ضعفت أوصالي وضاع مالي وقلَّ منِّي ما كنت أُحِبُّ كثرته وكثر مني ما كنت أُحِبُّ قلِّته. قال: فكيف أنت في شعرك؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما أطرب ولا أغضب ولا أرغب ولا أرهب؛ وما يكون الشِّعر إلا منها، على أنَّي القائل:
فارتاع عبد الملك ثمّ قال: بل توفِّي نُذرها بك ويلك! مالي ولك؟! فقال: لا تُرَع يا أمير المؤمنين فإنِّما عنيت نفسي -وكان أرطاة يُكْنَى بأبي الوليد- فسكن عبد الملك ثمَّ استعبر باكياً وقال: أما واللهِ على ذلك لتَلُمَّنَّ بي.