Get Mystery Box with random crypto!

المركز الأول صمود وانتصار ما زلتُ أتذكر تلك الليلة ، بأحدى ل | الإدارة العامة للأنشطة الطلابية - جامعة صنعاء

المركز الأول

صمود وانتصار
ما زلتُ أتذكر تلك الليلة ، بأحدى ليالي مارس، كنتُ طفلاً ، نعم كنتُ طفلاً !، قبل تلك الليلة أعيش حياتي كآي طفل لا يآبه للحياة وطقوسها، كنت أستيقظ صباحًا أنا وأخي على قبلات أمي على وجنتينا، وتخبرنا كالمعتاد بأنني تأخرتُ على المدرسة، فتنصرف لتحضر لنا طعام الافطار، بينما يجلس أبي في مجلسه المعتاد ليتصفح الجرائد التي خلت آنذاك من أخبار الغارات والازمات، ونفتح مذياع جدي لنسمع النشرة الصباحية التي يستهل بها المذيع، صباح الخير من اليمن السعيد، بلاد الايمان والامان، ثم تجمعنا رائحة طعام أمي الشهي، يوصلني والدي الى المدرسة، وتضل أمي برفقة أخي الذي لم يبلغ الخامسة في المنزل، من بعد المدرسة أخرج أنا واصدقائي نلعب ونلهو بقية النهار، لطالما كانت أمي تضجر من قضائي وقتًا طويلاً في اللهو من رجوعي للبيت بعد مغيب الشمس، لكنني لم أكن آبه فقد كنت أنا واصدقائي نستغل كل لحظة وكل برهة في اللعب، وكأننا علمنا أننا سنشيخ مبكرًا ونحن صغار، وكأننا علمنا أننا سنفترق ذات يوم، أو أننا سنغادر مرحلة الطفولة بسرعة ونصل درجة الرجولة قبل الآوان، أعود الى البيت في المساء، متلهفًا لمشاعر الحب والامان والاحتواء لمنزلنا، لمنزلنا الذي جعلته أمي قصرًا، الى مزرعتنا البسيطة التي حوَّلها أبي إلى جنان تأبى العين أن تغمض جفنيها من خضرة المكان، الى أخي الصغير رغم بكائه الكثير والمستمر الا أنني كنت أحبه، فسرعان ما تغفو عيناي من التعب، وأغط في نوم عميق وهادئ، لتشرق شمس يوم جديد، لكن هذة الليلة لم تكن كباقي الليالي التي عهدتها، أستيقظت على صراخ صنعاء كلها، وصوت انفجارات، وعلى هشيم يتناثر، ودخان يتصاعد، تحول قصر أمي الى مقبرة، وخضرة مزرعتنا الى رماد، وتوقف أخي عن البكاء وضاعت جميع الذكريات، هي قصة خيال أقل مرارةً من واقع أطفال عاشوا مرارة الحروب، وتخلوا عن حقهم في اللعب والحياة، وآخرين لم يظفروا ولو بتلك الأيام القليلة من السلم والأمان وكان حظهم أن ولدوا وسط أصوات الغارات والرصاص، وبات منظر الحطام منظراً مألوفاً لديهم، كبروا وكبرت معهم أحلامهم البسيطة التي تفوق حلم طفل في السابعة أو الثامنة، قلوب صغيرة ولكنها لا تكف عن الحلم، حلم ينبع من واقعهم الذي تصدوا له بكل قوة، لا يتمنون الكثير، يتمنون فقط حياة بلا هدير دبابات ولا صوت طائرات، وآخرون يحلمون بلقاء أصدقائهم وبعض أفراد عائلاتهم الذين فرقتهم الحرب، ولم يعد يجمعهم سوى صور غطّاها الغبار، تُحيي أمجاد أيام الأمن والأمان، وأمام شريط الدمار الذي يتردد أمام أعين الباقين منهم في كل دقيقة، وصور القتلى والجثث المشوهة، صفارات الإنذار وصوت الدبابات، والمنازل المدمرة، كلها مشاهد قد تسقط جبلاً من شدة قسوتها عند مشاهدتها فما بالك بمَن عاشها، ومع هذا كله، فنحن صامدون صامدون، لم تهزأنا صورايخهم ولا طائراتهم، فنحن سلاحنا الاقوى، الا وهو التولي الصادق لله ورسوله والامام علي سلام الله عليهما، ولا ننسى زعيمنا وقائدنا، الذي بث بنا روح العزيمة والامل، وروح الاجماع والاتفاق، ومعرفة عدونا، هأنا بعد مرور ثماني سنين، أقف في وجه الاعداء، ادافع عن وطني من الاعداء، مرت ثماني سنين ووطني بصمود وشموخ


المركز الثاني

بوابة العبور إلى الجحيم !!



في إحدى مدارس الأرض الطيبة، رن جرس انتهاء المواد العلمية لِتُعلِن بداية مادة أدبية مألوفة..

استعدوا الطلاب للترحيب بمعلمةِ التاريخ وتفاجئوا بكتابتها على سبورة الفصل بخطٍ عريض _ قبل أنْ تلقي التحية_ "بوابة العبور إلى الجحيم".

تم إلقاء التحيةُ المُعتادة، وسرعان ما تعالت أيدّي الطلاب، جميعهم يتسألون ماذا تعني بوابة العبور إلى الجحيم!!

كسرت المُعلمة تسأَلُهم قائلة:

أرى جهل الأمر مرسوماً على ملامِحُكم ،وسببه عدم علمكم مَن هي البلاد حامِلة هذا الاسم...

أتعلمون..
إنها ذات البلاد المعروفة بمقبرة الغزاة، إنها بلاد العزة والكرامة " اليمن ".


هذهِ الأسماء لم تُطلق عبثاّ عليها، فخلفها حكايات عديدة، وسلاسل مِن الصراعات لا تنتهي.
فالتاريخ حلقات مُترابطة لا يُمكن فصلها، بل تُشكل تراكم معرفي لقراءة الأحداث القائمة حالياً، ومعرفة الخلفيات والسياقات المُتكررة، فمَحاولات غزو واحتلال اليمن تعود إلى حقبة ماقبل التاريخ الميلادي، بِدءًا من الحملات الرومانية، والغزو الحبشي الأول والثاني، وغزو الإمبراطورية الفارسية، والغزو الأيوبي، والبرتغالي، والمملوكي، والعثماني، والبريطاني، وختاماً بتحالف الدول عليها اليوم وهو من أكثر الغزوات قذارة_ القائم مِنذُ 7 سنوات_.
فاليمن لم تأخذ نفساً عميقاً إلَّا وتخللهُ الغزاة.
وبسبب لعنة الجغرافيا المميزة والثروات النادرة جعلت اليمن على مر التاريخ منصعاً لرماح أطماع الغزاة والمحتلين، فواحدية الأسباب والدوافع والأهداف وكذلك الممارسات الاستعمارية المتكررة ستؤدي بالضرورة إلى واحدية النتائج والمصائر لكل المستعمرين وهي الهزيمة الُمخجِلة.