Get Mystery Box with random crypto!

كتبت صديقتي يومًا: يسعدني أن تكون نجمًا؛ لأجلِك لا لأجلِي، أم | أحمد

كتبت صديقتي يومًا:

يسعدني أن تكون نجمًا؛ لأجلِك لا لأجلِي، أمّا عنّي فإنّي أوثر ألّا تكُون شيئًا يكثر النّاس ذكره، ولا تعرف السماء اسمه ووقع قدمه، وحدي شهدتُّ عثرات تشبه عثرتي، كيف واريتَ عن الناس أنك هنا، تجاهد لا تبرح لئلا تكون رقمًا في سلسلة من كَتبَه النّاس فرصة لا تعوّض...
في الحقيقة هذا يبخسُك حقًّا ما عرفه أحدٌ كما عرفتُه، وما حفِظتَه إلّا منّي، أنّك إن رغب راغب ما في وصلك بكلّ هذا التّعقيد وبكلّ هذه البساطة، لا تزيد علىٰ أن تكون -أنت- كيانًا بكل تفصيلة قبيحة فيه، وكل جمال خفِيّ بين جنبَيه، وكلّ ما لا تحِبّه فيك، لا يعرِفونه؛ لكنّني أعرِفك.
ثم لأخبرك ما لم يصِلك...
من اليوم، هذه القدمُ لن تتوقّف عن السّير، ولن تموتَ علىٰ غير الطّريق، قيامًا وقعودًا، تحتفظ برائحتك، وتترك كلّ ما بقِي منك علىٰ قارعة الطّريق، لأيّ عابِرٍ يمكِنُ أن يأخذ أشلاء، بقيت من معركة قصيرة المدّة، طويلة المداد، بذلتُ فيها قلبِي، وهو شيء من تلك الأشلاء، لم يكن هنالك بدّ من استئصال كلّ شيء، وقبول كلّ الذي بقِيَ، أن هذا أنا، مُهترِؤُ الجوانبِ، هشُّ العِظام، قويّ القلبِ "ما بقِي منه"، لا يثنيه عن مسيره غير توقّف تتابع النّبضات...
وليقدّم الدّهر ما عنده ولا ينقِص، فللهزائم أن تهزمَ بالرّضىٰ، وللخسائرِ أن لا يُلتفَتَ إليهَا، وللفقدِ ألفُ جلدٍ، لا يهلِك بعدهُ أسًى.
لا تقلق...
لم تكُن أوّلَ خسارة، والأكيد أنّها لن تكُونَ الأخِيرة.

وأقول:
لا تكن هزيمة تمشي علىٰ قدمين...
في أي شيء مهما صَغُر أو كَبُر، إن سدّد الدهر حولك أسهمه؛ فلا تكن معينًا لها علىٰ اختراقِك، لَا أقُول تفادَ الهزائم، بعضُها لا يمكن تفاديه، وبعضُها هي من تصنَع النّصر، الهزائم تبني أشخاصًا آخرين لا تشبِه سابقيهم، بعض الهزائم تحيي، كما أنّه من السّهل أن تبدو رائِعًا وإن لم تفعَل شيئًا...
أسهل الفعل الاستسلَام، وهو أمَام نفسك أقذَرُه..
من لم يستعِن بربّه، وينهَض بنفسِه؛ لم ينهَض بِه أحَد...
ومَن لم يرفَع نفسه؛ لم يرفَعه أحد...
والسّعي في الكَمالَات يقِي من المحازن، ويجعل لك شيئًا تنهضُ لأجله..
والعجز أمام نفسِك خوَر، ومَن لم يكرِم نفسه؛ لم تكرِمه، ومَن لم يرفعها؛ لم ترفعه، والعجز أمامَها قطعة من الجحيم، يعقبُ تلكَ اللّذة المسترقَة،
ومَن لم يسعَ للجنَّة؛ لم يسعَ به أحَد...

وإنما أقول لَا يجتمعُ عليكَ سهمَان؛ سهام البلاء، ثمّ سهام الأسَىٰ والسَّخط، أخوَّار ثمَّ حزينٌ منهزِم...


أقُول لا تدَع الأيام تمزّقك، ولا تدَع هزائمك السابقة تهزِمُك، وتذكّر! الفشل بعد الهزِيمة فشلٌ آخر، والتّوبة بعدَ الذّنب نصر.

وأرِ اللَّـٰه من نفسكَ خيرًا، يوم جديد، سعي جديد، وقدمٌ مستعِدَّة لتَركض من جديد، لتحاول من جديد، نحو ذاكَ الشّيء، ذاكَ الذي لا يعرِفُه غيرُك؛ ولكنِّي أعرِفُه، سمعتُك تهمِس به ذَاتَ ليلة للنُّجوم، لا تخَف، سأحتفظُ به سرًّا.

تقول بتصرف: لا تكُن ممَّن خانُوا أحلَامَهم قبلَ أن تخونَهُم، لا تكُن ممّن خانوا أي شيء أرادوه في حياتِهم، لا تكُن خيالًا لظلّ يرتجِف، لا يغلِب خوفُك إقدامَك، ألم أقل لك إن ربّك ربّ العزّة والنّصر والملك والغَلبة؟
وإن ندَم العجز أفضل مائة مرة من ألم السعي، وأشنع الأمور ندَم العَجز!
لا يهزِمك ذنبُك، ولا يقتلك يأسك، أن تقابل ربّك محاولًا؛ خيرٌ ألف مرة من أن تقابِله يائِسًا.
قلت لك مرة: لا تمُت قبل أن تكون ندًّا، قبل أن ترىٰ نفسك ندًّا، تريد الشيء وتفعَله، جلدًا مؤمنًا قويًّا، صدّقني لا يُخذَل موقن سَعىٰ.
ومَن كان حلمه عظيمًا بلغَ شيئًا من العظمة، ولو لم يبلُغه.
دينٌ يجازَىٰ فيه المؤمن علىٰ النيَّة، ربّنا فيه ربّ الخير، تموت دون أن تصِل؛ فتُجازَى كأنك وصلت، والتوبة فيه تَجُبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب لَه، دينٌ لا يأسَ فيه.

وتذكر يا صاحبي، الناس منازل، خيارهم في الجاهلية خيارهُم في الإسلام، يفرق بينهم سعيهم، وقد قال سيدي عمر: "إني لأكْرَه أن أَرىٰ أحدَكم سبَهْلَلًا لا في عَمَل دُنيا ولا في عَمل آخرة."

حلمٌ عظيم، تعب عظيم، ومن أراد عظيمًا؛ فليخاطِر بعظِيمَته، هكذَا همَس في أذني الفارِس، وأنا الآن أهمس في أذنِك.

اللَّـٰه مَعَك، اللَّـٰه شَاهِدُك، اللَّـٰه ناظِرُك، فأقدِم ولا تلتَفت، وكثيرُ الالتفات لا يَصل.

- خلود جموعي.

@AhmedOmran111