أتعجب جدًّا من المناقشاتِ معي ومكالماتٍ فيها رجاء بأن أعالجَ ر | أحمد
أتعجب جدًّا من المناقشاتِ معي ومكالماتٍ فيها رجاء بأن أعالجَ رجلًا، وفعليًّا أغلبهم يكونُ في وقتِ عمل، فأعتذر باقتضابٍ، فيحزن الناس! مهنيًّا أسباب اعتذاري: ١- أنا أضعفُ بُنيانًا من أي رجل ولو مريض، هذه خِلقة الله، عضلاتي وجسمي يتعبان بعد الشغل مع اثنين من الرجال، ما يقابل الشغل مع ست نساء، ورحمَ اللهُ امرَأً عرف قدر نفسه. ٢- عملي يضطر كشفَ مساحةٍ كبيرةٍ من جسم المريض، ومن ضمنها عورته، أو أن أمسك المكانَ المسبِّبَ المشكلةَ وأشتغل مدةً طويلةً أحيانًا، ومؤكد أنني لن أستثني فقط لكون المريض رجلًا؛ فلن أعالج هذا الجزء، ولن أكشف هذا الجزء؛ لأن هذا أمر غير مهنيّ. ٣- أنا تخصصي علاج طبيعيّ، صحة المرأة، أظن هذا سببًا كافيًّا. ٤- أنا مكاني خاص للسيدات، وأظن هذا من حقهم وحقي. ٥- دراستي الاستيوباثي، أيضًا كي أتعمقَ فالجزئية المتخصصة في مجالي: صحة المرأة، واضطرابات الحوض، ولي زملاء ثقة أُحَوِّلُ لهم حالاتِ الرجال، وزميلات أُحَوِّلُ لهنَّ مَن هم في غير مجالي. ٦- دراستي تتعامل مع علاجِ الجسم على أنه وِحدة واحدة، لا أجزاء مُفَرَّقة، يعني أنه من غير النافع أن أعالج الصداع في رأس شخص وحوضه أعوج، يعني لا بد أن يُعالَج كلُّك، فلا تقل مثلًا: هذه يد، وهذه ركبة، وهذه رأس. أثناء جلستي يلزم أن أمسك أي مكان به مشكلة، سواء كان خاصًا بشكوتِك أو لا من وجهة نظرك؛ لأن دراستي وطريقة العلاج التي أتبعها تعتمد علاجَ الجسم كله كوِحدة لا أجزاء.
دينيًّا: أنا أتدين لله أن هذا أمرٌ فيه شبهة، لستُ قادرةً على أن أقتنعَ أنه حلال، ما دام هناك زملاء لي يقدرون على عمل هذا. ورأي أهلي من الرجال الذين اشتغلتُ معهم أنه لا يصح أن أشتغل هذا الشغل مع رجال. منعًا للإحراج والمناقشات التي تنتهي دائمًا بكوني شخصًا متشددًا، ولا بد أن يغير تفكيره، وأني أمنع عِلمًا عن الناس، وأمنع فائدةً عنهم، وأني طبيبة تتعامل مع الجنسين، وهذا لي وليس عليّ؛ أني لا أمنع عِلمًا عن طبيب ولا طبيبة، ولا أقول لهم: مارسوا بطريقتي. لكن من حقي الشخصي أن أمارس تطبيقه بطريقة مريحة لي.
