2023-03-27 13:01:18
• كم تأملنا ذلك الكتاب الربانيّ، في كل مرة يفتح لنا معانٍ جديدة؛ بل مع كل اكتشاف جديد يزداد توكيد كلامه، فكم من بلاغةٍ وبناءٍ وترابطٍ حيٍّ لا يطاوله كتاب آخر، ولا يساويه في هذا الإعجاز،
فلغة القرآن لغة محكمة، لا خطأ فيها، ولا نقص أو زيادة.
• حتىٰ الحروف في القرآن لا تُرد اعتباطًا
﴿اتَّقوا النَّارَ﴾، ﴿وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.وذلك لأن العقول المادية لن تفهم إلا النار المادية؛ ولكن أولي الألباب يعرفون أن رب النار أخطر شأنًا من النار.
• هل تأملت في كثرة المواضع وتقدمها؟ فلقد
تقدم السمع علىٰ البصر في ستة عشر موضع، وذلك لأن جهاز السمع أدق تشريحيًّا وأرهف من البصر، هناك تنوع في النغمات يزيد عن تنوع الألوان؛ بل والأهم أن موهبة السمع تصل إلىٰ إمكان الاستماع إلىٰ الوحي؛ بل وكما علمنا أن موسى سمع ربه؛ ولكنه عجز عن رؤيته، وذلك لأن القدرة البصرية محدودة.
• ومن باب التقديم والتأخير تأمل هذين الموضعين:
﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾، ﴿وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا﴾ فتقدم الأنثىٰ كان لأنها تبادر في أخذ الخطوة الأولىٰ، سواء بالمكياج أو التعطُّر أو حتىٰ الملابس، أما فعل السرقة فغالبًا ما يكون رجلًا.
• فدائمًا انتقاء الألفاظ مطلق لا يصلح غيره، فمثلًا
"دَحَاهَا" فهي المعنىٰ الوحيد في القاموس الذي يحمل معنىٰ
البسط والتكوير؛ بل إن كلمة
"الدَّحِيِّة" تعني:
البيضة.ولذلك انتقاء الألفاظ مطلق لا يصلح غيره، فلفظ
"لَوَاقِحَ" قد أعطت أكثر من معنىٰ في كل مرة، وكلها صحيح، فالرياح تلاقح بين السحب الموجبة والسالبة، وتحمل حبوب اللقاح؛ بل وأيضًا بخار الماء الذي ينزل مطرًا علىٰ الأرض فيلقحها.
•
﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ﴾ فمواضع القرآن الكريم لا يمكن تبديلها، وحتىٰ وإن تكررت؛ يكون لهدف أو لحكمة معينة.
- زينب فتحي.
➜ @AhmedOmran111
910 views10:01