Get Mystery Box with random crypto!

الخوف المهجّن تبني السريالية حضورها على خوف الإنسان بل إنها ت | السبيل

الخوف المهجّن

تبني السريالية حضورها على خوف الإنسان بل إنها تجلبه إليه لتؤثر على وعيه من خلاله، وعندما نرى تكرار السريالية في كل مناحي حياة الإنسان، نسأل: من الذي سيطمئن الإنسان ويقول له: “لا تخف”؟ من الذي سيقول للإنسان حين يمسك الأداة أو الآلة الخطأ التي تتغير “خذها ولا تخف، سنعيدها سيرتها الأولى”؟ ماذا نقول عن الثقة، بمن؟ هل نولي ثقتنا بالفنان والمصمم والمهندس؟ هل أصبحنا نأخذ الأوامر والحقيقة من الفنان، لأنه أعلم منا ويعرف بواطن الأمور ونحن العوام الجهّال الذين لا يعرفون إلا الظاهر؟

وهل يؤثّر ذلك على الوعي وناصية الإنسان، وعلى قدرته في التمييز بين الأمور واتخاذ القرارات؟

من الجيد الاطلاع على أمثلة من الفن السريالي حتى نكون على دراية بوجود الخداع والتناقض في حياتنا، بالتوازي من ذلك فلعله يجدر إصدار فتوى تلزمنا بغض البصر وتحريم إطالة النظر لهذه السريالية، لما لها من أثر بالغ في ترسيخ مفهوم التناقض في الأذهان وجعل التناقض هو الحقيقة المطلقة، وللمحافظة –أيضًا- على الفطرة السليمة والنفور مما هو مخيف وقبيح.

إن بذل الجهد العقلي الكبير على سفاسف الأمور يجعل ذهننا دائماً في حالة إرهاق، وهذا يؤكد خطورة السريالية، يقول علي عزت بيجوفيتش “البحث عن المصائب ليس شجاعة وإنما غباء.. الشجاعة هي الاستعداد لمواجهة المصائب التي لا مهرب منها برباطة جأش”.

في الصورة : عمل فني: تلوين وتمويه الأشياء على غير حقيقتها

المزيد في جديد مقالات السبيل: "كيف نواجه الخوف في الواقع السريالي" بقلم راية عطّور
http://bit.ly/3tcaqi3