«فأقدمت إقدام الشباب الجرئ على قراءة كل ما يقع تحت يدى من كتب | قناة / عبدالله الشهري
«فأقدمت إقدام الشباب الجرئ على قراءة كل ما يقع تحت يدى من كتب أسلافنا:من تفسير لكتاب الله،إلى علوم القرآن على اختلافها،إلى دواوين حديث رسول الله وشروحاتها،إلى ما تفرع عليه من كتب مصطلح الحديث وكتب الرجال والجرح والتعديل،إلي كتب الفقهاء في الفقه،إلى كتب أصول الفقه وأصول الدين(علم الكلام)،وكتب الملل والنحل،ثم كتب الأدب والبلاغة،وكتب النحو وكتب اللغة،وكتب التاريخ،وما شئت بعد ذلك من أبواب العلم،وعمدت في رحلتي هذه إلى الأقدم فالأقدم.
كل إرث آبائي وأجدادي،كنت أقرؤه على أنه إبانة منهم عن خبايا أنفسهم بلغتهم،على اختلاف أنظارهم وأفكارهم ومناهجهم.وشيئًا فشيئًا انفتح لى الباب يومئذٍ على مصراعيه.
فرأيت عجبًا من العجب،وعثرت يومئذ على فيضٍ غزيرٍ من مساجلات صامتةٍ خفيةٍ كالهمس،ومساجلاتٍ ناطقةٍ جهيرة الصوت،غير أن جميعها إبانةٌ صادقةٌ عن هذه الأنفس والعقول»
-[الشيخ محمود محمد شاكر-
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا]
