2022-04-13 12:57:33
* اقتربت الصيحة يوم الجمعة النصف من رمضان يامسلمون.*
فقد انتشر حديث ورأيت في الناس عجبا في العمل به والوجل الذي أصابهم ما لم أتوقع ولم أظن أن يبلغ بهم هذا الأمر إلى هذا الحد وهو:
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا كان صيحة في رمضان ، فإنه يكون معمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم ، وما المحرم ؟ يقولها ثلاث مرات ، هيهات هيهات ، يقتل الناس فيه هرجا هرجا ، قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة ، فتكون هدَّة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة ، في سنة كثيرة الزلازل والبرد ، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم ، وأغلقوا أبوابكم ، سدوا كواكم ، ودثروا أنفسكم ، وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصحيحة فخروا لله سجدا ، وقولوا : سبحان القدوس ، سبحان القدوس ، ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك»
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (ق 160/1) وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/332/853) ، وابن الجوزي في "الموضوعات ، (3/ 191).
* وهذا الحديث باطل ولا يجوز الاعتماد عليه من وجوه كثيرة منها:*
١- أنه لم يأتي في كتاب معتمدة عند أهل الإسلام ولم يروه من العلماء الثقات المعتبرون في كتبهم أحد لا الصحيحين ولا السنن ولا المسانيد.
٢- هذا الحديث لا يجوز اعتماده والعمل به لأنه من أمور الغيب وأمور الغيب لا يجوز اعتمادها وتصديقها إلا إذا ثبتت بدليل صحيح صريح.
٣- أشراط الساعة كبرى وصغرى وهي كثيرة لم يأتي هذا فيما اعتمده أهل العلم النقاد بل هذا من المهمل الضعيف الذي لايجوز اعتماده والعمل به.
٤- قد جاءت عدة رمضانات في وسطها يوم جمعة ما حصل من هذه الخرافات والتراهات شيء منذ بُعثت النبي عليه الصلاة والسلام فالتاريخ يكذبه ؛ لكثرة موافقة الجمعة للخامس عشر من شهر رمضان الكريم دون هده ، أو صيحة ، أو نفخة ولله الحمد.
٥- أيضا هذا الذي رواه نعيم وغيره من أخبار بني إسرائيل ومن الإسرائيليات التي لا يجوز النظر إليها بل لا يجوز أن يبني المسلم عقيدته إلا على ماثبت وصح في دين الاسلام.
٦- اعتقاد هذا الأمر خطير جدا والعمل به من المنكر الشنيع وذلك أن العبد يعتقد مالم يأذن الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ومن يعتقد أعمال أو يعملها بدون دليل فهي من البدع وهي عبادات لم يأتي الشرع بها والعبادات توقيفية على الشرع لايجوز التعبد إلا بماثبت وصح في الكتاب والسنة.
٧- أنكر هذا الحديث وضعفه جملة من أهل العلم المحققون منهم:
*قال العقيلي رحمه الله : " ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت " انتهى . " الضعفاء الكبير " (3/52) .
*وقال ابن الجوزي رحمه الله في باب خاص عقده باسم " باب ظهور الآيات في الشهور " : " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى . " الموضوعات " (3/191)
*وذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة في الأخاديث الموضوعة(2/ 387-388).
*وذكره العلامة ابن القيم رحمه الله في " المنار المنيف " (ص/98) في أحاديث لا تصح في التواريخ المستقبلية ، قال : " كحديث : يكون في رمضان هدة توقظ النائم.
*وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" موضوع ، أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (ق 160/1) ، ومن طريقه أبو عبد الله الحاكم (4/517 - 518) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/199) قال : حدثنا ابن وهب ، عن مسلمة بن علي ، عن قتادة ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ...مرفوعاً .
*وقال الشيخ الألباني: وقال الحاكم : حديث غريب المتن ، ومسلمة ظن لا تقوم به الحجة .
وقال الذهبي : قلت : ذا موضوع ، ومسلمة ساقط متروك .
*والشيخ الألباني رحمه الله - قال: موضوع . " السلسلة الضعيفة " (رقم/6178، 6179) .
*وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : بلغني أن بعض الجهال يوزع نشرة مشتملة على حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم. [مجموع الفتاوى (26/339-341)]
*تنبيه ونصيحة:وهي على النحو الآتي:*
١- على المسلم أن يعبد الله تعالى على ما صح وثبت في الكتاب والسنة الصحيحة.
٢- على المسلم أن يحذر من البدع والخرافات والتراهات والخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
٣- على المسلم أن يستنير بنور العلم الصحيح ويتفهم ما الذي يجب عليه حول دين الله تعالى.
٤- على المسلم أن لا يستجيب لنشر منشورات الخرافات والخزعبلات حتى يسأل عن أمر دينه وعن ماصح ولم يصح في دين الله تعالى.
٥- على المسلم أن ينشر الخير والأمن والأمان للناس ولا يخوفهم بما لم يأذن الله به.
90 views09:57