لا تـسـألي يــا أخــت أيــن مـجالي ؟ أنـا فـي الـتراب و في السماء خيالي لا تـسـألـيـني أيــــن أغــلالـي ســلـي صـمـتي و إطـراقـي عــن الأغـلالِ ؟ أشــواق روحــي فـي الـسماء و إنّـما قــدمـاي فـــي الأصـفـاد و الأوحــال و تـوهـمـي فـــي كـــلّ أفــق سـلـبح و أنــا هـنـا فــي الـصـمت كـالـتمثالِ أشــكـو جـراحـاتي إلــى ظـلّـي كـمـا يـشـكو الـحزين إلـى الـخلّي الـسّالي و الـلّيل مـن حـولي يـضجّ و ينطوي فــــي صــمـتـه كـالـظـالم الـمـتـعالي يــســري و فـــي طـفـراتـه ووقـــاره كــسـل الـشـيـوخ و خــفّـة الأطـفـالِ و تــخـالـه يــنـسـاق و هــــو مـقـيّـد فـتـحـسّـه فــــي الـــدرب كـالـزلـزالِ و أنــا هـنـا أصـغي و أسـمع مـن هـنا خــفـقـات أشــبــاح مــــن الأهــــوالِ ورؤى كــألـسـنـة الأفــاعــي حــوّمــا ومـــخــاوفــا كـــعـــداوة الأنــــــذالِ و أحـــسّ قــدّامـي ضـجـيج مـراقـد و تــــثــــائـــب الآبـــــــــــاد و الآزالِ و تـــنــهّــدا قــــاقـــا كـــــــأنّ وراءه صـخـب الـحـياة و ضـجّـة الأجـيـالِ و الــطـيـف يـصـغـي لـلـفـراغ كــأنّـه لــصّ يـصـيخ إلــى الـمـكان الـخـالي و كـأنّه " الأعـشى " يـناجي " مـيّة " و يـلـمـلـم الــذكــرى مـــن الأطـــلالِ و الـشـهب أغـنـية يـرقـرقها الـدجـى فــــي أفــقـه كـالـجـدول الـسـلـسالِ و الـوهـم يـحـدو الـذكـريات كـمدلج يـحـدو الـقـوافل فــي بـسـاط رمـالِ و الـرعـب يـهـوي مـثلما تـهوي عـلى ســــاح الـقـتـال جـمـاجـم الأبــطـالِ و هــنــا تــرقـبـت انــهـيـاري مـثـلـما يــتـرقّـب الــهــدم الــجــدار الـبـالـي و سألت جرحي هل ينام ضجيجه ؟ و أمـــرّ مـــن ردّ الـجـواب سـؤالـي ! و أشـــدّ مـمـا خـفـت مـنـه تـخـوّفي و أشــقّ مــن وعـر الـطريق كـلالي ! و أخـسّ مـن ضـعفي غروري بالمنى و الـيأس يـضحك كـالعجوز حيالي ! و أمــضّ مــن يـأسي شـعوري أنّـني حـــــيّ الـشـهـيّـة ؛ مــيّــت الآمــــالِ أســري كـقـافلة الـظـنون و أجـتـدي شــبـح الــظـلام و أهـتـدي بـضـلالي و أسـير فـي الـدرب الـملفّح بالدجى و كــأنّــنـي أجـــتــاز ســــاح قِــتــالِ و أتـيـه و الـحـمّى تـولول فـي دمـي و تــرتّـل الـرعـشـات فـــي أوصـالـي لا تـسأليني عـن مـجالي : فـي الثرى جـسدي وروحـي فـي الفضاء العالي و سـألـتها : مــا الأرض ؟ قـالت إنّـها فــلــوات أوحـــاش وروض صـــلالِ إن كــنـت مـحـتـالا قـطـفت ثـمـارها أو لا : فـــانّــك فـــرصــة الـمـحـتـالِ و أنــا هـنـا أشـقى و أجـهل شـقوتي و أبـيـع فــي ســوق الـفجور جـمالي و الـعـمـر مـشـكـلة و نـحـن نـزيـدها بــالــحـلّ إشـــكــالا إلــــى إشــكــال لا حـرّ فـي الـدنيا فـذو السلطان في دنــيــاه عــبــد الـمـجـد و الأشــغـالِ و الــكـادح الـمـحـروم عــبـد حـنـينه فــيـهـا : وربّ الــمــال عــبـد الــمـالِ و الــفـارغ الـمـكـسال عــبـد فــراغـه و الـسـفـر عــبـد الــحـلّ و الـتـرحالِ و الـلّـصّ عـبـد الـلّيل و الـدجّال فـي دنـــيــاه عـــبــد نــفــاقـه الـــدجّــالِ لا حــــرّ فــــي الــدنـيـا و لا حــريّــة إنّ الــتــحــرّر خـــدعـــة الأقــــــوالِ الـنـاس فــي الـدنـيا عـبـيد حـيـاتهم أبـــــدا عــبـيـد الــمــوت و الآجــــالِ و سـألـتها مــا الـمـوت ؟ قـالت : إنّـه شــــطّ الــخـضـمّ الـهـائـج الــصـوّال و سـكـونـه الـحـاني مـصـير مـصـائر و هــــدوؤه دعـــة و عــمـق جـــلالِ مــالــي أحــــاذره و أخــشـى قــولـه و أنــــــا أجـــــرّ وراءه أذيـــالــي ؟ ! أنــسـاق فـــي عــمـري إلــيـه مـثـلما تــنــسـاق أيّـــامــي إلــــى الآصــــالِ و سـألتها : فـرنت و قالت : لا تسل ، دعـنـي عـن الـمفصول و الـمفضالِ ! أسـكت ! فـليس الـموت سـوقا عنده عــمـر بـــلا ثــمـن ، و عـمـر غـالـي !! #عبدالله_البردوني 868 viewsȘÛŁŦȺƝ, 21:58