Get Mystery Box with random crypto!

لا تـسـألي يــا أخــت أيــن مـجالي ؟ أنـا فـي الـتراب و في الس | البردوني

لا تـسـألي يــا أخــت أيــن مـجالي ؟
أنـا فـي الـتراب و في السماء خيالي

لا تـسـألـيـني أيــــن أغــلالـي ســلـي
صـمـتي و إطـراقـي عــن الأغـلالِ ؟

أشــواق روحــي فـي الـسماء و إنّـما
قــدمـاي فـــي الأصـفـاد و الأوحــال

و تـوهـمـي فـــي كـــلّ أفــق سـلـبح
و أنــا هـنـا فــي الـصـمت كـالـتمثالِ

أشــكـو جـراحـاتي إلــى ظـلّـي كـمـا
يـشـكو الـحزين إلـى الـخلّي الـسّالي

و الـلّيل مـن حـولي يـضجّ و ينطوي
فــــي صــمـتـه كـالـظـالم الـمـتـعالي

يــســري و فـــي طـفـراتـه ووقـــاره
كــسـل الـشـيـوخ و خــفّـة الأطـفـالِ

و تــخـالـه يــنـسـاق و هــــو مـقـيّـد
فـتـحـسّـه فــــي الـــدرب كـالـزلـزالِ

و أنــا هـنـا أصـغي و أسـمع مـن هـنا
خــفـقـات أشــبــاح مــــن الأهــــوالِ

ورؤى كــألـسـنـة الأفــاعــي حــوّمــا
ومـــخــاوفــا كـــعـــداوة الأنــــــذالِ

و أحـــسّ قــدّامـي ضـجـيج مـراقـد
و تــــثــــائـــب الآبـــــــــــاد و الآزالِ

و تـــنــهّــدا قــــاقـــا كـــــــأنّ وراءه
صـخـب الـحـياة و ضـجّـة الأجـيـالِ

و الــطـيـف يـصـغـي لـلـفـراغ كــأنّـه
لــصّ يـصـيخ إلــى الـمـكان الـخـالي

و كـأنّه " الأعـشى " يـناجي " مـيّة "
و يـلـمـلـم الــذكــرى مـــن الأطـــلالِ

و الـشـهب أغـنـية يـرقـرقها الـدجـى
فــــي أفــقـه كـالـجـدول الـسـلـسالِ

و الـوهـم يـحـدو الـذكـريات كـمدلج
يـحـدو الـقـوافل فــي بـسـاط رمـالِ

و الـرعـب يـهـوي مـثلما تـهوي عـلى
ســــاح الـقـتـال جـمـاجـم الأبــطـالِ

و هــنــا تــرقـبـت انــهـيـاري مـثـلـما
يــتـرقّـب الــهــدم الــجــدار الـبـالـي

و سألت جرحي هل ينام ضجيجه ؟
و أمـــرّ مـــن ردّ الـجـواب سـؤالـي !

و أشـــدّ مـمـا خـفـت مـنـه تـخـوّفي
و أشــقّ مــن وعـر الـطريق كـلالي !

و أخـسّ مـن ضـعفي غروري بالمنى
و الـيأس يـضحك كـالعجوز حيالي !

و أمــضّ مــن يـأسي شـعوري أنّـني
حـــــيّ الـشـهـيّـة ؛ مــيّــت الآمــــالِ

أســري كـقـافلة الـظـنون و أجـتـدي
شــبـح الــظـلام و أهـتـدي بـضـلالي

و أسـير فـي الـدرب الـملفّح بالدجى
و كــأنّــنـي أجـــتــاز ســــاح قِــتــالِ

و أتـيـه و الـحـمّى تـولول فـي دمـي
و تــرتّـل الـرعـشـات فـــي أوصـالـي

لا تـسأليني عـن مـجالي : فـي الثرى
جـسدي وروحـي فـي الفضاء العالي

و سـألـتها : مــا الأرض ؟ قـالت إنّـها
فــلــوات أوحـــاش وروض صـــلالِ

إن كــنـت مـحـتـالا قـطـفت ثـمـارها
أو لا : فـــانّــك فـــرصــة الـمـحـتـالِ

و أنــا هـنـا أشـقى و أجـهل شـقوتي
و أبـيـع فــي ســوق الـفجور جـمالي

و الـعـمـر مـشـكـلة و نـحـن نـزيـدها
بــالــحـلّ إشـــكــالا إلــــى إشــكــال

لا حـرّ فـي الـدنيا فـذو السلطان في
دنــيــاه عــبــد الـمـجـد و الأشــغـالِ

و الــكـادح الـمـحـروم عــبـد حـنـينه
فــيـهـا : وربّ الــمــال عــبـد الــمـالِ

و الــفـارغ الـمـكـسال عــبـد فــراغـه
و الـسـفـر عــبـد الــحـلّ و الـتـرحالِ

و الـلّـصّ عـبـد الـلّيل و الـدجّال فـي
دنـــيــاه عـــبــد نــفــاقـه الـــدجّــالِ

لا حــــرّ فــــي الــدنـيـا و لا حــريّــة
إنّ الــتــحــرّر خـــدعـــة الأقــــــوالِ

الـنـاس فــي الـدنـيا عـبـيد حـيـاتهم
أبـــــدا عــبـيـد الــمــوت و الآجــــالِ

و سـألـتها مــا الـمـوت ؟ قـالت : إنّـه
شــــطّ الــخـضـمّ الـهـائـج الــصـوّال

و سـكـونـه الـحـاني مـصـير مـصـائر
و هــــدوؤه دعـــة و عــمـق جـــلالِ

مــالــي أحــــاذره و أخــشـى قــولـه
و أنــــــا أجـــــرّ وراءه أذيـــالــي ؟ !

أنــسـاق فـــي عــمـري إلــيـه مـثـلما
تــنــسـاق أيّـــامــي إلــــى الآصــــالِ

و سـألتها : فـرنت و قالت : لا تسل ،
دعـنـي عـن الـمفصول و الـمفضالِ !

أسـكت ! فـليس الـموت سـوقا عنده
عــمـر بـــلا ثــمـن ، و عـمـر غـالـي !!

#عبدالله_البردوني