Get Mystery Box with random crypto!

[ رسالة إلى العلماء وأصحاب المشاريع الإصلاحية ]. يقول شيخ الإ | قَنَاة أ. د. عبدُالّلهِ بنُ عُمرَ الدُّمَيْجِي

[ رسالة إلى العلماء وأصحاب المشاريع الإصلاحية ].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
( *ولهذا مَضَت السنة بأنَّ الشروع في العلم والجهاد يلزمُ كالشروع في الحج، يعنى أنَّ ما حفظه من علمِ الدِّين وعلم الجهاد ليس له إضاعته*.
لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ القرآن ثمَّ نسيَه لقيَ اللهَ وهو أجذم" رواه أبو داود.

وقال: "عُرِضَت عليَّ أعمالُ أمتي حسنها وسيِّئها فرأيتُ في مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه اللهُ آيةً من القرآن ثم ينام عنها حتى ينساها".

وقال: "من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيَه فليس منا" رواه مسلم.

*وكذلك الشروع في عمل الجهاد فإنَّ المسلمين إذا صافُّوا عدواً أو حاصروا حصناً ليس لهم الانصرافُ عنه حتى يفتحوه*، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لنبيٍّ إذا لَبِسَ لأمتَه أن ينزعَها حتى يحكمَ الله بينه وبين عدوِّه"...

فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه، فإذا لم يبلغِّوهم علمَ الدين أو ضيَّعوا حفظَه كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين.

ولهذا قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).

فإنَّ ضررَ كتمانهم تعدَّى إلى البهائم وغيرها، فلعنَهم اللاعنون حتى البهائم، كما أنَّ معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كلُّ شيءٍ حتى الحيتان في جوف البحر والطير في جو السماء..

فتركُ أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد، وتركُ أهل القتال للقتال الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم، كلاهما ذنبٌ عظيمٌ.

وليس هو مثلَ ترك ماتحتاج الأمة إليه مما هو مفوَّضٌ إليهم، فإنَّ تركَ هذا أعظمُ من ترك أداءِ المال الواجب إلى مستحقِّه،..

ولهذا جبلَ الله قلوب الأمة على أنها تستعظمُ جُبنَ الجندي وفشلَه وتركَه للجهاد ومعاونتَه للعدو أكثر مما تستعظمه من غيره، وتستعظمُ إظهارَ العالم الفسوق والبدع أكثر مما تستعظم ذلك من غيره، بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته، وبخلاف قعود العالم عن الجهاد بالبدن.

ومثل ذلك ولاة الأمور كلٌّ بحسبه؛ من الوالي والقاضي، فإنَّ تفريطَ أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة أو فعل ضدِّ ذلك من العدوان عليهم يُستعظَمُ أعظمَ مما يُستعظَمُ ذنبٌ يخصُّ أحدَهم).

باختصار من مجموع الفتاوى (٢٨/ ١٨٦-١٨٩)