موقف موسى عليه السلام في تهدئة قومه حين خافوا من إدراك قوم فرعون لهم موقفاً تتجلى فيه عبادة التوكل على الله تعالى، وذلك بعدما انتهى بهم السير إلى حافة البحر فصار أمامهم، وفرعون قد أدركهم بجنوده من خلفهم، كانت كلمات موسى عليه السلام تبعث الطمأنينة المملوءة بحسن ظنه بوعد الله تعالى في قوله: ﴿قالَ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى﴾، فنقل موسى هذه المعية الربانية بقوله: ﴿كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾
ومضة: من أبرز سمات القائد والمربي هو حسن تعلقه ويقينه بالله تعالى؛ لما لها من أثر بالغ عليه وعلى من تحت يده لاسيما حال الأزمات والمخاوف، انظر كيف ثبتت كلمة موسى عليه السلام قومه وأثرها عليهم، وما أحوج المجتمعات اليوم لكلمات الداعية والمربي الصادقة التي تبعث في نفوسهم الطمأنينة وحسن التعلق بالله تعالى وقدرته على تبديد جميع مخاوفهم وهدايتهم لما فيه نعيم قلوبهم وسكونها.