الجزء الثالث و الأخير في الفطرة باقي مكونات الفطرة و أهمية م | تربيه جيل الأمه
الجزء الثالث و الأخير في الفطرة
باقي مكونات الفطرة و أهمية ملاحظة هذا المكون لتقويم طفلي و الحفاظ على سلامة فطرته فيه
٢- النزعات الغريزية: مثل: فرار الحيوانات عند مهاجمتها. التقام الطفل ثدي الأم بعد ولادته. حماية الوالدين لأولادهما. فهي مجموع الأفعال التي تحفظ حياة واستمرار الكائنات و تصب في مصلحتها دون أن يكون ذلك ناشئا عن تعليم.
وجودها يدل على الله . فالله أودعها في نفس هذه الكائنات .( لا يعقل أنها اودعت نفسها ، أو أنها وجدت صدفة في كل المخلوقات ، و لايعقل أنه اكتسبها بالتعلم).
أهمية ملاحظة تلك النزعة الفطرية: لأنها و إن كانت بقدر ما محمودة ، لكنّ عدم ضبطها و فساد الفطرة فيها يؤدي إلى الإضرار بحقوق الآخرين .
فيجب أن ألاحظ طفلي و عند ظهور أي من هذه النزعات أو الطباع الغير حميدة بشكل زائد فنقومها، فنزعة (الأنانية / الشح / حب المال /الجهالة/ العجلة/ الميل للجنس الآخر /حب الولد /الهلع و الهرب عند الأخطار / الخ ) تحتاج للضبط و التقويم . كيفية تقويمها؟ لن يمكننا الحكم على سلوكيات أطفالنا هل تحتاج إلى تقويم أم لا ، و لا يمكننا تقويمها بدون استخدام ميزان دقيق ثابت بعيد عن أهواء و آراء البشر ؛ هذا الميزان أو المعيار الأخلاقي لا يكون إلا << باتباع الوحي الإلهي>>.
كيف أنمي هذا المكون الفطري في نفس الطفل؟ أعلم الطفل اللجوء لله وحده عند الخطر و الفزع. الاحتكام لما يحبه الله و رسوله ﷺ و ما يبغضه الله و رسوله ﷺ في تقويم سلوكيات الطفل ، و التأسيي بالنبي ﷺ و الصحابة رضوان الله عليهم في كافة الأفعال و الأقوال.
3- النَّزعات: هي: معاني كامنة في النفس نرجع إليها بشكل فطري ، أبرزها : نزعة التّديّن و النزعة الأخلاقية .
نزعة التّديّن: هي: شعور فطري في الإنسان متجذّر فيه بالحاجة والافتقار إلى إله، والشعور بالنّقص، وبالحاجة للعبادة ، و هي السبب في انتشار التدين ( بالتوحيد أو بالديانات المخترعة الباطلة ) في الحضارات المختلفة على مدى الزمان . ( فلو تركنا أطفالا حتى يكبروا على جزيرة فسيبحثوا عن إله ليعبدوه ).
تنمية هذا المكون في نفس الطفل : بترديد شعوركم بالوحشة و التعب و الحاجة للفرار إلى الصلاة ، بالمحافظة على الأذكار و التسبيح آناء الليل و أطراف النهار ، بذكر الله و اللجوء إليه عند الخوف أو الفزع ، بالبدء بالصلاة و الدعاء عند أي حاجة قبل سؤال البشر ،البدء بالعلاج بالقرآن و الرقية قبل طلب الأدوية الكيميائية، بمدح أهل الدين و صحبتهم .
النزعة الأخلاقية: فطريا يُفرّق الإنسان بين الحسن والقبيح من الأخلاق، كما يُقِرّ بالقيم الأخلاقية و بموضوعيتها وكونها مطلقة. ( معنى موضوعية: أي سواء وُجد الإنسان أو لم يوجد، وسواء وُجد الكون أو لم يوجد فستظل هذه القيم الأخلاقية محافظة على قيمتها و معناها ). مثال:( العدل حسن و الظلم قبيح سواء وجد الإنسان أم لم يوجد لا دخل للذوق الشخصي و الآراء في ذلك ).
تنمية الفطرة في هذا المكون : بالمناقشة مع الطفل و تأمل السلوكيات الحسنة و مدحها و محاولة التخلق بها و تأمل السلوكيات القبيحة و التنفير منها و تجنب فعلها و البعد عمن يفعلها و عدم مدحه أو ترك تذكيره بالله و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر. البعض يطمس فطرة أولاده و ينكسها بمشاركته في مشاهدة و سماع المنكرات و صداقة المجاهرين بالمعاصي أو مدحهم و الثناء عليهم أمام الطفل.
لكن بدون الدين الذي يلزمنا بهذه الأخلاق و يعاقبنا على عدم التخلق بها ؛ لا يمكن أن تكون للإنسان منظومة أخلاقية متكاملة. فاتباع الشرع يحافظ على سلامة الفطرة ، و بمخالفة الشرع تسود أخلاق الغابة.
كيف أحافظ على سلامة هذا المكون في فطرة طفلي وكيف أنميه؟ بأن يسمع منا في كل وقت و حين الحث على اتباع الشرع ، و يسمع جمل المدح و الفخر بمفردات الإسلام و الإيمان و التوحيد و اليقين و المحبة و الرجاء و التصديق ، و نحثه على حسن الخلق و الصدق الأمانة و الخشية من الله و الحلم و العفو و غيرها.
4- الإرادة الحرة: يشعر الإنسان بشكل فطري ضروري - يقينا لا شك فيه -بإرادته الحرّة في الاختيار والتصرّف، كما يُفرّق بشكل فطري أيضا بين ما له إرادة فيه، وما هو من القضاء و القدر.
(كلنا ندرك الفرق بين نبضات القلب الغير إرادية و امسكانا بالقلم و كتابتنا بإرادتنا / و كلنا ندرك أن حادثة السيارة كانت خارجة عن إرادتنا و أنها قدر).