Get Mystery Box with random crypto!

الدكتور على المؤمن وموضوع التطبيع أحمد رجب شلتوت (كاتب مصري) | كتابات علي المؤمن

الدكتور على المؤمن وموضوع التطبيع
أحمد رجب شلتوت
(كاتب مصري)
يمتاز المفكر الدكتور علي المؤمن بإدراكه لإمكانيات الكلمة كسلاح للمقاومة، فمثلا في روايته "عروس الفرات" التي كرسها لإدانة ومواجهة القمع، وقد جعلها تستغرق في اليومي والتسجيلي وكأنها وثيقة حقيقية تكشف مدى معاناة الشخصيات من جهة، وتدين الجلاد من جهة أخرى. وقد أكسب روايته بعدا إنسانيا ينتصر لقضية الحرية في عمومها، بطرحه لمأساة الأسرة الشيعية من وجهة نظر إنسانية وليست طائفية أو مذهبية.
الأمر نفسه، وهو المقاومة بالكلمة والطرح غير الطائفي نستشعره خلف كلمات مقالته "الشيعة ودنس التطبيع" ضمن "ملف مكافحة وباء التطبيع" الذي أطلقته مؤسسة إدراك للدراسات والتدريب الإعلامي، فالعنوان يحدد طرفي المقابلة "الشيعة والتطبيع"، أما الفقرة الأولى فتبرر العنوان بالإشارة إلى معادلة غريبة طرفاها الشيعة واليهود، أو التشيع والصهيونية؛ باعتبارهما العدوين اللدودين للأمة العربية، وهي المعادلة التي تطرحها وسائل الدعاية العربية الطائفية، من أجل خلق ظاهرة نفسية ضاغطة على المستويين الاجتماعي والسياسي؛ عنوانها: "شيعة فوبيا" أو "رهاب الشيعة"، وهي ظاهرة ليست بجديدة، فالمقال يرجع جذورها إلى عهد الدولة العثمانية؛ لكن حاليا يتم استخدامها من أجل تحويل الأنظار عن اسرائيل والصهاينة صوب ايران والشيعة.
وأخيراً؛ فالدكتور علي المؤمن ينزع عن مكافحة التطبيع رداء الطائفية، فالمكافحة يجب أن تكون عروبية إسلامية موحدة، ويذكر أن وسائل الدعاية العربية الطائفية، تعمل منذ عقود على خلق معادلة غريبة، طرفاها الشيعة واليهود، أو التشيع والصهيونية؛ باعتبارهما العدوين اللدودين للأمة العربية. وقد تركز الحديث عن هذه المعادلة بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران. ومن مخرجات هذه المعادلة وجود تحالف سري تاريخي بين الشيعة واليهود ضد المسلمين السنة، وضد العرب. وهي مفارقة تثير السخرية والغثيان؛ أن نضع عدوين لدودين متضادين (الشيعة والصهاينة) في خانة واحدة، ولا نضع الأغلبية الساحقة من الأنظمة السنية العربية وغير العربية، في خانة التحالف مع إسرائيل والصهاينة، وهم حلفاء بالفعل، وتلك جريمة ارتكبتها الأنظمة وليس الشعوب المسلمة السنية أو المذاهب نفسها؛ لأن هذه الشعوب مغلوب على أمرها وتعاني هي الأخرى من استبداد الأنظمة التي تحكمها.
وبالتالي؛ فإن أخذ المذاهب والشعوب بجريرة الأنظمة وبعض المشايخ؛ إنما هو خطأ منهجي أساس، قبل أن يكون مادة للتكذيب والتصديق.