لمّا أمرَ اللهُ -تعالى- موسى -عليه السلام- أنْ يذهب إلى فرعونَ الذي طغى؛ سأل موسى -عليه السلام- سؤلات من ربّه -عزوجل-؛ والتي منها أن يجعل له معيناً يعاونه، ويؤازره، ويساعده على من أُرسلت إليه، وأن يكونَ المعينُ الوزيرُ من أهله، لأنّه من بابِ البرّ، وأحقُّ ببر الإنسان قرابتُه.
فأولى الناس ببرّك وصلتك، وإنك إذا تصدقت صدقة أو وقفت وقفاً فالأولى لك أن تجعله في أقاربك ورحمك.
والنبي ﷺ سأله رجلٌ عن أفضل الصدقات؟ قال: «على ذي الرحم الكاشح». أي أفضل ما يتصدق به المرء هو ما يتصدق به على قريبه الذي يعاديه ويضمر ذلك، وينظره في كل كبيرةٍ وصغيرةٍ ويَرمُقُه في أحوال حياته كلها، مما يعني إمكانية تعرض ذلك القريب للأذى بشكلٍ أو بآخر؛ لأن في هذه الصدقة الجمع بين صلة الرحم وترغيم الشيطان.
