Get Mystery Box with random crypto!

#الفاروق_وعام_الرمادة حال عمر -رضي الله عنه- مع تلك المجاعة، | أ.محمود موسى عوض بربخ

#الفاروق_وعام_الرمادة

حال عمر -رضي الله عنه- مع تلك المجاعة، فلا تسلْ عن حاله؛ تغيَّرت عليه الدنيا، وأظلمتْ عليه المدينة، طال كمدُه، وتغيَّر لونُه، وذبل جسمُه، وحمل همًّا لا تتحمله الجبال الرواسي.فكان لا ينام إلا غِبًّا، ولا يأكل إلا تقوتًا، ولا يلبس إلا خَشِنًا.
بل كان أولَ مَن جاع وآخِرَ مَن شبع، ما قَرُب امرأة من نِسائه زمنَ الرمادة، عاش كما يعيش الناس، تنفَّس همومَهم وغمومَهم، وذاق حاجتَهم وفاقتَهم، لقد أحسّ عمر بمعاناة الناس، حتى قال أسلم رضي الله عنه: «كنا نقول لو لم يرفع الله المَحْل عام الرمادةِ لظننا أن عمر يموت همّا لأمر المسلمين».

ولم يقتصر هذا المنهج الذي طبقه عمر بن الخطاب على نفسه، بل سلك نفس الأسلوب مع #أهل_بيته، إذ نظر ذات يوم في عام الرمادة إلى بطيخة في يد بعض ولده، فقال: «بخ بخ يا بن أمير المؤمنين، تأكل الفاكهة وأمة محمد هزلى؟ فخرج الصبي هاربا وبكى، فسكت عمر بعدما سأل عن ذلك فقالوا: اشتراها بكف من نوى».
ورفض -رضي الله عنه- أن يركب دابة لأنها راثت شعيرا، ثم قال: «المسلمون يموتون هزلا، وهذه الدابة تأكل الشعير، لا والله لا أركبها حتى يحيا الناس».