Get Mystery Box with random crypto!

#سبب_نزول_سورة_الممتحنة سورة الممتحنة من سور الولاء والبراء أ | قناة محمد الخضيري

#سبب_نزول_سورة_الممتحنة

سورة الممتحنة من سور الولاء والبراء أو سورة أظهرت جانب البراء من المشركين. وسبب نزولها هو أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب لفتح مكة عمّى الأخبار عن الناس في مسيره بحيث لا يكتشف أحد من المشركين أنه قد جاء غازيًا مكة وكان من بين الصحابة رجلُ يقال له حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله تعالى عنه وأرضاه - وهو من أهل بدر فحاطب كان يتوقع أن تحدث ملحمة عظيمة في مكة ويقتل بسببها خلق كثير وكان له أهل في مكة ولم يكن له عشيرة فأراد أن يتقرب لأهل مكة بشيء وهو أن يدلي لهم بمعلومات تنفعهم تكون سببًا في حماية أهل مكة لأهله وقيامهم بحق أهل حاطب. فكتب رسالة لأهل مكة وأعطاها امرأة وقال لها اذهبي بهذه الرسالة حتى يعلم أهل مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءهم بجيش لا قِبَل لهم به وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد سار بجيش عشرة آلآف مقاتل فأوحى الله إلى نبيه مما حصل من حاطب فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليًا والزبير وقال اذهبوا إلى روضة خاخ وهي روضة بين مكة والمدينة قال تجدون فيها ضعينة فخذوا منها هذه الرسالة واتوا بالمرآة. وبالفعل ذهبوا إليها ووجدوها كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أعطينا الكتاب الذي معك فأنكرت، فقالوا لتؤدِّنّ الكتاب أو نخلع الثياب يهددونها بخلع ثيابها فحلت عقيستها وأخرجت الرسالة وسلمتهم إياها فجاءوا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال لحاطب: ما حملك على ما صنعت؟ فقال والله يا رسول الله ما حملني الرغبة في الكفر أو الرضا بالسوءة لله أو رسوله أو شيئًا من هذا القبيل لكني عذري هو كذا وكذا هو أن أهلي ليس لهم أنصار وعشيرة فأحببت أن أتقربب الى أهل مكة بهذا الخبر حتى يحموا أهلي وعشيرتي فقال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول دعني أضرب عنقه فانه قد نافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه يا عمر فإن الله اطّلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم. وأنزل الله هذه الآيات في ما صنع حاطب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) يعني يخرجونكم أنتم والرسول (أَنْ تُؤْمِنُوا) أي بسبب إيمانكم بالله ربكم (إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي) أي كيف توالونهم وتلقون إليهم بالمودة وأنتم قد خرجتم مجاهدين في سبيل الله ومهاجرين إلى الله؟! قال الله (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ ۚ) ثم بيّن الله عز وجل أنه لا تجوز ولاية الكافر وأنها أمر عظيم عند الله وبيّن أن الأنبياء مجتمعين على هذه فقال جلّ من قائل (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ) يعني قول إبراهيم لأبيه لا تتخذوه فيه قدوة لأن الله قال (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ) إلا في قوله لأبيه لأستغفرنّ لك، لا تتخذوه قدوة، لا تقتدوا بإبراهيم في استغفاره لأبيه لأنه لم يكن يعلم أن أباه من أهل النار. قال الله عز وجل بعد ذلك (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
ثم بيّن الله الفرق بين الكفار، الكفار نوعان: نوع يظهر عداوتنا ويظاهر علينا ونوع لا يبدي لنا عداوة ولا يؤذينا، فالصنف الأول لا يجوز لنا أن نقسط إليهم ولا أن نحسن إليهم بل يجب علينا أن نعاديهم ظاهرًا وباطنًا. والصنف الثاني وهو الذين قال الله فيهم (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) يعني من لم يكن من الكفار مظهرًا العداوة ولم يبدي لنا ما يسوء فإنه يجوز لنا أن نحسن إليه وأن نعامله بالحسنى قال (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ).