Get Mystery Box with random crypto!

حرمة النفس خرجت سريّةٌ من المجاهدين قبل فتح مكة.. فمرّت برج | الدكتور محمد راتب النابلسي

حرمة النفس

خرجت سريّةٌ من المجاهدين قبل فتح مكة..

فمرّت برجل من قبيلة معادية اسمه عامر الأشجعى ومعه غنم يرعاها..

فلما رآهم ألقى عليهم السلام..

فتقدم رجل من السريّة يُقال له مُحلّم بن جَثّامة لقتله..

وكانت بينه وبين الرجل خلافات دنيوية ومشاحنات شخصية ليست لها علاقة بالإسلام..

فنهاه من كان معه عن قتله وقالوا له: لقد ألقى علينا السلام فهو مسلم!

فردّ عليهم بقوله: إنما قالها خوفاً من القتل..

وأسرع إلى رميه بسهم فقتله وسَلَبَ غنمه..

فأخبروا النبى صلى الله عليه وآله وسلم بما جرى..

فغضب النبىُّ غضباً شديداً.

حضر أقارب (عامر) وأُحضِرَ (مُحلّم) ليحكم النبىّ فى قضيته فإما القصاص وإما الدية..

فدُفِعَت الدية بعد أن رضى أهله بقبولها.

دخل محلّم على النبىّ وهو يتوهم أن فعلته يمكن أن تمر هكذا..

وطلب من النبى أن يستغفر له..

فقال له نبىّ الرحمة بصوت مرتفع يسمعه الناس: اذهب.. لا غفر الله لك!

فقام مصدوماً يمسح دموعه.. ثمّ توفى بعدها بأيام..

دفنه أقاربه.. فلما أصبحوا وجدوه خارج قبره..

فأعادوا دفنه وأقاموا عليه حراسة ظناً منهم أن قبيلة القتيل قد نبشت قبره..

فأصبحوا وقد لفظته الأرض مرة أخرى..

فدفنوه مرة ثالثة..

فلفظته الأرض مرة ثالثة..

فوضعوه فى مغارة أو بين جبلين وغطوه بالحجارة..

وأخبروا النبىّ بخبر لَفظِ الأرض لجسده..

فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

«إن الأرض تقبل من هو شرٌ من صاحبكم، ولكن الله أراد أن يعظكم».

وقال لهم كما فى رواية أخرى:

«ولكن الله أراد أن يخبركم بحُرمتكم فيما بينكم».