(إياك و العدس فعذابه إلى يوم البعث ) قصة لطيفة وطريفة : | أنابيش
(إياك و العدس فعذابه إلى يوم البعث )
قصة لطيفة وطريفة :
يقال أن أشعب الطماع لما تزوج بزوجته ورغم أنه ميسور الحال ، إلا أنه كان شحيح النفقة ، ولا يعرف من أصناف الطعام إلا صنف واحد هو ( العدس ) يأكل منه ثلاث وجبات فى اليوم على مدار الأسبوع والشهر و العام !! صبرت زوجته عليه مدة كبيرة من الزمن ، إلا إنها من حين للآخر تحدثه فى الأمر ، وتطلب منه أن يأتيها مرة بلحم أو دجاج أو أي شيء غير العدس ، لأنها أصبحت لا تطيقه وتفضل الجوع على أكله ؟! لكنه كان يرفض رفضاً قاطعاً ويذكر لها فوائد العدس وزهد ثمنه .
فى يوم من الأيام ذهبت لزيارة أهلها ، ورغم حرجها أخبرتهم بالأمر وعن بخل زوجها وشحه وأنها ما عادت تحتمل الأمر !! فقالوا لها : دعِ الأمر لنا كل ما عليك أن تأخذي هذه العشبة المنومة ، وضعيها له فى الطعام ، واتركي الباقي لنا . أخذت منهم العشبة المنومة وفعلت كما قالوا لها.
ثم جاؤوا إلى بيتها فوجدوا أن أشعب قد راح فى سبات عميق متأثراً بمفعول العشبة المنومة ، فجردوه من ملابسه وألبسوه كفناً، ثم أخذوه إلى غرفة مظلمة ، وانتظروه حتى استيقظ ليجد نفسه فى مكان مظلم وعليه الأكفان ، فظن أشعب أنه مات !!
ثم ظهرا له اثنان من إخوة زوجته وهما متنكران بثياب سوداء وعليها جلد ماعز وعاجلاه بالسؤال : من ربك؟ فأيقن أنه فعلاً مات وأنه فى تلك اللحظة يُسأل !! فكررا عليه السؤال : من ربك ؟؟!! فأجاب و هو يرتجف من الخوف : الله ، لا إله إلا هو وحده لا شريك له. قالا له : وما دينك ؟ قال : الإسلام قالا : من الرجل الذى بُعث فيكم ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم
فقالا له : ماذا كان طعامك في الدنيا ؟ قال : العدس ، والله لم أذق طعاماً غيره. فقالا له : لم تذق غير العدس !!!! والله سبحانه وتعالى يقول : { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ }
إن عذاب العدس أن تُجلد بالسياط إلى يوم البعث !! وأخرجا سوطين وانهالا عليه ضرباً بالسياط حتى أُغشيَ عليه.
فحملوه وأعادوه إلى مكانه وألبسوه ملابسه وانصرفوا .
ولما أفاق سأل زوجته وهو يرتجف من الخوف والفزع ، ويتوجع من الألم : ألم يحدث شيء لي ؟ ألم أمت ؟! قالت : لا لم يحدث شيء و ها أنت ذا حي ترزق سأذهب لأعد لك فطورك ، وسأحضر لك العدس حالاً !! فصرخ قائلاً : لاااااااااااا إياك و العدس فعذابه إلى يوم البعث. سأذهب لأشتري لنا لحماً و فاكهة