2022-06-25 01:04:45
#لطائف_ابن_القيم
وصف دقيق لحال أكثر الناس في هذه الدنيا.
- قال ابن القيم رحمه الله:
• أكثر هذا الخلق لا ينظرون في المراد من إيجادهم وإخراجهم إلى هذه الدار، ولا يتفكرون في قِلَّةِ مَقامِهم في دار الغرور، ولا في رحيلهم وانتقالهم عنها، ولا إلى أين يرحلون؟ وأين يستقرُّون؟ قد مَلَكَهُم الحِسُّ، وقلَّ نصيبُهم من العقل، وشملتهم الغفلة، وغرَّتهم الأمانيُّ التي هي كالسَّراب، وخَدَعَهم طُولُ الأمل، فكأنّ المقيمَ لا يَرْحَل، وكأنّ أحدَهم لا يُبْعَث ولا يُسْأل، وكأنّ مع كل مقيمٍ توقيعٌ من الله لفلانِ ابن فلانٍ بالأمانِ من عذابه، والفوزِ بجزيل ثوابه.
• فأمّا هِمَّتُهُم ففي اللذّات الحِسِّية، والشهوات النفسيَّة، كيفَما حصلت حَصَّلُوها، ومن أيِّ وجهٍ لاَحَتْ أخذوها، غافلين عن المطالبة، آمنين من المُعاقبة.
• يَسْعَون لما لا يُدْرِكُون، ويتركون ما هم به مُطالَبون، ويَعْمُرُون ما هم عنه منتقلون، ويُخرِّبون ما هم إليه صائرون، ﴿يَعْلَمُونَ ظاهِرًا مِنَ الحَياةِ الدُّنْيا وهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (٧)﴾ [الروم ٧].
• ألسنتُهم لا تنطق إلا بشهواتِ نفوسهم، فلا ينظرون في مصالحها، ولا يأخذون في جمع زادها في سفرها: {نَسُوا اللَّهَ فَأنْساهُمْ أنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفاسِقُونَ (١٩)} [الحشر ١٩].
• والعجبُ كلُّ العجب من غفلةِ من تُعَدُّ لحظاته، وتحصى عليه أنْفاسُهُ، ومطايا الليل والنَّهار تُسْرِع به، ولا يتفكر إلى أين يُحْمَلُ؟ ولا إلى أيِّ منزلٍ يُنْقَل؟
• وكيفَ تنامُ العَينُ وهي قَرِيرَة
ولم تَدْرِ في أيِّ المَحَلَّينِ تَنْزِلُ؟
• وإذا نزل بأحدهم الموتُ قَلِقَ لِخَرابِ ذاته، وذهابِ لَذّاتِه، لا لما سَبَقَ من جناياته، ولا لسُوء منقلبه بعد مماته، فإن خطرت على قلب أحدهم خَطْرةٌ من ذلك اعتمد على العفو والرَّحمة، كأنّهُ يتيقَّنُ أنّ ذلك نصيبه ولابدَّ.
• فلو أنّ العاقلَ أحضَرَ ذهنه واستحضَرَ عقله، وسار بفكره، وأنْعَم النَّظرَ، وتأمَّلَ الآيات = لَفَهِمَ المرادَ من إيجادِه، ولَنَظَرَتْ عينُ الراحِل إلى الطريق، ولأخَذَ المسافرُ في التزوُّدِ، والمريضُ في التداوي.
• والحازِمُ يُعِدُّ [لـ] ـما يجوز أن يأتي؛ فما الظنُّ بأمر متيقَّنٍ!
#التبيان_في_أيمان_القرآن لابن القيم (صـ 640)
#مواعظ_ابن_القيم
https://t.me/fawaedmnkoteb/4841
210 views22:04