2023-06-15 14:57:26
#تأملات_تاريخية
ارتدَّت العرب عِندَ وفاتِهِ -صلى الله عليهِ وسلَّم- فلم يبقى على الإسلام إلا المدينة ومكَّة والطائِف واجزاء من اليمن وقرية صغيرة شرق الجزيرة
بل إنَّ الضعف وصل [ بدولة الإسلام ] آنذاك أن تجرَّأَ المرتدون على عاصمتها
وأرسلوا وفوداً يساومون الخليفة ويشترطون عليه
[ إسلاماً بلا زكاة ] مُقابل أن لا يهاجِموا المدينة
وأمام ذلك الموقف العصيب اقترحَ بعض المُسلمين على الخليفة أن يُوقِف جيش أُسامة الذي جهَّزه النبي قبل وفاتِه ليعود الجيش لحماية المدينة !
وهُنا وقف الصدِّيقُ -رضي الله عنه- موقِفاً حفظ الله بِهِ الدين
وقف صلباً حاسِماً الموقف رافِضاً كل الاقتراحات والعروض
واثِباً أمام [ طوفان الردَّة الجامِح ]
قائلاً :
والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله
والله لو أن الطير تخطفنا والسِباع من حول المدينة
ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين
لاُجهِّزنَّ جيشَ أُسامة
...
إنَّ ما فعله أبو بكر رضي الله عنه يُعد في عُرف كثير من -أدعياء الجهاد- اليوم
[ فشلاً في تحييد الأعداء ] و [ انتحاراً عسكرياً ]
وعدم مراعاة فقه الواقع والأولويات
وجهلاً بالسياسة الشرعية
لكنَّهُ في الحقيقة كان [ الفِقه الجهادي المفقود ] في عصر الحسابات البشرية المادية التي طغت على أهل هذا الزمان
والله المُستعان
6.4K views11:57