2022-07-29 22:47:08
«مناهج طلب العلم»
بين مدرستين
• «مدرسة علماء شنقيط» • و «مدرسة علماء نجد»
"لا أحب الحديث كثيراً عن «مناهج طلب العلم»؛ لأنه عادة يستغرق جهداً ووقتاً طويلاً في الحوار، وذلك أن طبيعة الموضوع تستهوي طلاب العلم، لا سيما المبتدأ منهم.
• لكن عرَضت مناسبةٌ حول الموضوع حين زارني بعضُ المشايخ وطلاب العلم، وحصل حديثٌ عن «مناهج طلب العلم».
• وطُرح في اللقاء منهجان مشهوران:
• (الأول): «مدرسة علماء شنقيط»
• (الثاني): «مدرسة علماء نجد»، والمقصود بمختلف طبقاتهم سواء المعاصرون أو من سبقوهم مثل مفتي الديار العلامة عبدالله أبا بطين وغيره من العلماء المعروفين.
• فالمنهج الأول: بشكلٍ عام يعتني ب«ضبط الحفظ» و «العناية بالفهم».
• والمنهج الثاني: بشكلٍ عام يعتني ب«ضبط الفهم» و «العناية بالحفظ».
• و قد ضربتُ مثالاً - حينها - قد يشرح الفرق بشكلٍ مبسط:
لو أخذنا «متن الألفية» نموذجاً، فإذا افترضنا أن عمدة الشارح «شرح ابن عقيل» مثلاً.
• (فالعالم الشنقيطي): سيشرحه شرحاً حرفياً ، كأنه يُسمع "شرح ابن عقيل" أو يكون قريبا من التسميع.
• (والعالم من نجد): سيقرأ شرحَ ابن عقيل ويفهم مضامينه وفحواه ويلقيه من فهمه ويقربه للطالب.
• ففي هذا المثال : المرجع واحد "شرح ابن عقيل" لكن الطريقة اختلفت.
• ومن المعلوم أن لكل مدرسةٍ معالم وصفات كثيرة، لا تقتصر على ما أشرت له، لكن ليس المقصود من هذه الورقة استقصاء ذلك بقدر الإشارة العامة.
• وقد اقترحتُ في تلك الجلسة اقتراحاً أراه مفيداً خلاصته :
• محاولة دمج المدرستين بأخذ أفضل المميزات في كل مدرسة.
وفي ظني أنه لو حصل ذلك فستُخرج لنا (الطريقة الجامعة بين المدرستين): طلاباً متميزين جداً.
• والدمج بين المدارس والمناهج العلمية أمر معلومٌ، معمول به من القديم.
• فالشافعي مثلاً عمل على الاستفادة من المدرستين العلميتين في زمن التابعين، أعني:
«مدرسة الحجاز» و«مدرسة العراق».
• وأيضاً ظهرت في القرن السابع الهجري مدرسةٌ جديدة في دراسة «أصول الفقه» جَمعت بين:
«طريقة المتكلمين» و «طريقة الحنفية».
• ومن أمثلة كتب هذه الطريقة كتاب: «بديع النظام الجامع بين كتابي البزدوي والإحكام»، لمظفر الدين أحمد بن علي الساعاتي الحنفي (694هـ) جمع فيه بين كتاب البزدوي الحنفي، والآمدي الشافعي.
كذلك كتاب:«تنقيح الأصول» وشرحه «التوضيح» لصدر الشريعة عبيدالله بن مسعود البخاري الحنفي (747هـ) جمع فيه ثلاثة كتب هي:أصول البزدوي، والمحصول للرازي الشافعي، ومنتهى القول والأمل أو المختصر لابن الحاجب المالكي، وقد شرحه بكتاب التلويح التفتازاني الشافعي (793هـ).
• والمقصود :
أن فكرة الجمع بين المدارس العلمية، فكرة مطروقة مستعملة نافعة.
والله تعالى أعلم.
د. أحمد بن محمد الخليل
https://t.me/Altasealelelme
221 viewsedited 19:47