2021-07-16 10:27:36
هجرتني فجأة، لم أتصور أني سوف أقدر على العيش بنسختي السعيدة ثانية أبدًا.
حاولت التأقلم، إلا أن الألم شريك سيئ. يبقيك ساهرًا طوال الليل، لا يسمح لك بالنوم. في النهاية، يلون حياتك بظلال شديدة القتامة لدرجة تنسى معها كيف تتنفس.
لذا، الصباح الذي توقفت فيه - أخيرًا - عن الاشتياق لك كان مفاجأة. الصباح الذي توقفت فيه عن الحنين لك كان غير متوقع، لدرجة أربكتني. لطالما اعتقدت أن الحزن عملية بطيئة وطويلة، وأن التجاوز يتطلب وقتًا أطول. لكن، هذا كان مباغتًا جدًا، في لحظة اكتسحني تمامًا. كان صباحًا جميلًا مشمسًا وكنت أمشي في الغابة.
رؤية الأوراق تسقط عن الأشجار، أنبهتني: كنتَ مثل هذه الأوراق. لم يفترض بك البقاء قط. أنا، كنت مثل شجرة بلوط عجوز حكيمة. راسخة وقوية، قادرة على مقاومة شتى العواصف. بدا الأمر وكأني أفتح عيني أخيرًا بعد سنوات وسنوات من الظلام؛ عندما أدركت أن جذوري قوية بما يكفي لتتحمل خسارة ألف ورقة مثلك.
فجأة، ببساطة، فهمت. فهمت أن النار في قلبي تستحق ما هو أفضل من أن تخبو لأجل أشخاص مؤقتين. فهمت أن بمعايشتي لهذا القدر من الألم هذا الوقت كله، لم أضر أحدًا سواي.
دخلت تلك الغابة، ذلك الصباح وأنا شخص يكابد ألمًا شديدًا ويعاني خسارة عظيمة. خرجت منها، شجرة بلوط أطول وأكثر حكمة في صورة إنسان أدرك معنى وجوده.
أما قلبي، أخيرًا، كان حيًا من جديد.
هذا الصباح، لم أعد أفتقدك |
5.7K views07:27