#أحـاديـث_نـبـويـة أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وس | 📚 روائـع اللغـة العـربية 📚
#أحـاديـث_نـبـويـة
أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها ، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ : ((ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟)) قالَ : أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ ، قالَ : ((أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي)).
#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح مسلم
#شـرح_الـحـديـث
الأمانةُ من مَحاسِنِ الأخلاقِ ، والتَّعاملُ في التِّجارةِ والأمورِ المادِّيَّةِ يَستلزِمُ الأمانةَ ؛ حتَّى تَتِمَّ الأمورُ والتَّعاملاتُ بين النَّاسِ بلا مُنازَعاتٍ ، وبلا إثارةِ شُرورٍ في المُجتمَعِ ، وعلى العكسِ من ذلك ؛ فإنِّ الغِشَّ والخِداعَ يَجلِبُ على المجتمَعِ الوَيْلاتِ والبَغضاءَ والتَّشاحُنَ بين النَّاسِ.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ أنَّ الغِشَّ ليس مِنَ الإسلامِ ، وأنَّ الغشَّاشَ على خَطرٍ عَظيمٍ ، فيَروي أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ على صُبْرَةِ طَعامٍ ، والصُّبرَةُ : هي الكَومةُ مِنَ الطَّعامِ ، مِثلُ القمحِ أوِ الشَّعيرِ ، يَعرِضُها التَّاجِرُ ليَبيعَها ، فأدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَه في جَوفِها ، فوَجَد بَللًا في أسفلِ الطَّعامِ ، وفي روايةِ أبي داودَ : «أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ برُجلٍ يَبيعُ طعامًا ، فسألَه : كيفَ تَبيعُ؟ فأخبَرَه ، فأُوحيَ إليه : أنْ أَدخِلْ يدَك فيه ، فأَدخَلَ يدَه فيه ، فإذا هو مَبلولٌ» ، فكانَ إدخالُ يدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَحيٍ منَ اللهِ سُبحانَه ، فسألَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ فأخبَرَه التَّاجرُ أنَّه قد سقَطَ عليه المطرُ فبَلَّلَه ، وهذا يَعني أنَّه جَعَل الجافَّ الصَّحيحَ ظاهرًا ، والمبلولَ الرَّديءَ في الأسفلِ ، فقَبِلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُذرَه ، ونبَّهَه إلى ما يَنبغي أن يَعمَلَه في هذه الحالةِ ، فقالَ : «أفَلا جعلتَه فوقَ الطَّعامِ» بأن تُخرِجَ الحَبَّ المُبتلَّ من أسفَلَ إلى أعلى؛ حتَّى يَراه النَّاسُ المُشترُونَ، ويَكونُوا على بَيِّنةٍ ويَعلموا بحالِه وما فيه مِنَ العَطَبِ ، وقد كانوا يَتبايَعون بالصُّبرةِ كاملةً دونَ النَّظرِ إلى ما فيها.
وقد عدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَمَلَ هذا التَّاجِرِ غِشًّا ، فقالَ : «مَن غشَّ فليْس مِنِّي» ، أي : مَن خَدَعَ النَّاسَ بأيِّ صُورةٍ فليس على هَديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتِه وطَريقتِه ، وهذا زَجرٌ شَديدٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وفيه تَهديدٌ لمَن تَمادى في الغِشِّ بأن يَخرُجَ عن طَريقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
#وفي_الحديث :
● الزَّجرُ والنَّهيُ عنِ الغِشِّ في كلِّ الأمورِ ، وفي المُعامَلاتِ خاصَّةً.
● وفيه : ضَرورةُ تَبيينِ عيبِ السِّلعةِ للمُشتَري.
● وفيه : أنَّ الحاكِمَ يَستظهرُ أحوالَ النَّاسِ ويَنصَحُ مَن يَحتاجُ للنَّصيحةِ.
● وفيه : حِرصُ الشَّريعةِ على إبعادِ كلِّ ما يَحصُلُ به الضَّررُ للمُسلِمِ.
#الموسوعة_الحديثية
https://www.dorar.net/hadith/sharh/23575