Get Mystery Box with random crypto!

#مقاطع_منتشرة #الطاقة_الكونية رقم | د / ٢ / ١٣ تاريخ | ٢٦ | | اسأل البيضاء |

#مقاطع_منتشرة #الطاقة_الكونية

رقم | د / ٢ / ١٣
تاريخ | ٢٦ / ٦ / ١٤٤٤ هـ

• السؤال :
مقطع لإحدى الممثلات تقول فيه:
أسأل نفسي: كيف أنا أحضّر نفسي؟ كيف أستعد؟ أقول: كيف أكون أفضل نسخة عن نفسي أنا لم أتعرف عليها بعد؟ كيف أكون أفضل من الأمس؟ كيف أتألق؟ كيف أوصل الكلام من القلب إلى قلب من يسمعني؟
أكيد نحن لن نبقى في الدنيا طوال عمرنا، لكن طاقتك هي التي ستبقى، إحساس الناس أنها لا تزال تراك هو الذي سيبقى، فطاقتنا للأبد، فكيف تكون طاقتي أنا تعيش على الأرض إلى الأبد وتكون مريحة؟ كيف أتصل بهم ويتصلوا بي؟ ليس فقط اليوم ولا غدًا ولا هذه السنة بل للأبد، أنا سأذهب، لكن اللحظة هذه لن تذهب، طاقتي الخاصة بهذه اللحظة لن تذهب، والطاقة ليس لها زمان ولا مكان...
أشكل عليَّ ذكرها الطاقة وأنها أبدية (وما لها زمان ومكان)، هذا الكلام غريب، فلأي فكر ينتسب؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

احتوى هذا المقطع على عدد من الخرافات:

أولها:
الطاقة وزعم أنها أبدية لا تفنى وذلك بتشبيهها بالروح، والطاقة فلسفة خرافية وهمية، ومن الخطأ تحريف معنى الروح الذي جاء في الشرع بتلبيسه اسم الخرافة.

ثانيًا: كذلك احتوى المقطع على فلسفة النسخ المتعددة للإنسان أو ما يسمى بالعوالم المتوازية ودعوة لها بشكل صريح، ومعنى هذه الفلسفة: هو أن للإنسان عددًا من النسخ وهو يتنقل بينها سعيًا للوصول إلى الأكمل منها، وهذه فلسفة صوفية وثنية قديمة تقضي بوجود ما يسمى بالإنسان الكامل الأول في الوجود والنشأة، ووجود نسخ متكررة من هذا الإنسان، وكل إنسان على قابلية واستعداد للتطور وبلوغ النسخة الكلية التي يدرك فيها الواصل الحقيقةَ: وهي أن الوجود واحد وما ثَمَّ خالق ومخلوق -عياذًا بالله-، وقد قفزت على هذا المعنى الروحانية الحديثة -كعادتهم- بما يسمونه (الأنا الزائفة) التي تشكِّل عائقًا للإنسان عن تطوره ويسعون للتخلص منه للوصول لـ (الأنا العليا) التي هي حقيقة ذات الإنسان... وهذا القول ظاهر الفساد والبطلان؛ لأنه لا يميز بين خالق ومخلوق، وهو عين الإلحاد بما يسمى بعقيدة وحدة الوجود، التي تهدم أصلاً من أصول الإيمان وهو الإيمان بالله تعالى.

ومن مفاسد هذه الفلسفة غير إنكارها لربوبية الله تعالى: إنكارها للقدر وأن أمر الإنسان كله مكتوب ومقدر من عند الله تعالى؛ فانتقال الإنسان من نسخة إلى نسخة أخرى أكمل وأحسن دليل على عدم إقراره بأن قدره مكتوب عند الله تعالى، وأنه وحده المتصرف به، فهو ينتقل من نسخة إلى نسخة ومن عالم إلى عالم حتى يصل إلى العالم الكامل الذي يريده…

ومع الأسف أن يتكالب على نشر الفكر الباطني كثير من مشاهير الساحة من المغنين أو الممثلين، والمشكلة الكبرى فيمن يردد هذه الفلسفة تكمن في عدم فهمه لعمقها وما تحتويه وما تهدف إليه، فيظن أن الأمر مجرد تنوع في الألفاظ والاصطلاحات وأن القصد هو مجرد التغيير إلى الأحسن والبحث عن الحال الأكمل وهذا ما حثَّ عليه الشرع الحنيف فلمَ تقفون أمامه؟ هل أنتم تقفون أمام التغيير؟! وهكذا من التلاعب ورمي أهل الحق بما ليس فيهم... كما هي سيما المبتدعة، بل سيما المخالفين للرسل، والله المستعان.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

الوسم المرجعي:
#الفلسفة_والأديان_الشرقية

قناة اسأل البيضاء:
‏https://t.me/ask_albaydha
.