2019-02-22 22:46:21
سمعت شو صااار ؟!..
فلان عامل هيك _والعياذ بالله_
فلانة طلعت _استغفر الله_
علّان أنا بسمع عنه أنه من السبعة وذمتها والعياذ بالله
علّانة بيحكو عنها أنها مو نضيفة
لحظة لحظة لحظة
إذا كنت مؤمناً بالله تفضّل لنُنقاش الموضوع..
ثلاث خطوات للتعامل مع هذه المواقف ذُكرت في القرآن الكريم ؛ في حادثة الإفك التي نشر المنافقون فيها أن أمّ المؤمنين _عائشة الصِّدِّيقة بنت الصديق_ قد وقعت في الفاحشة والعياذ بالله..
الخُطوة الأولى : الإجراء النَّفْسي
قال تعالى :{ لَولَا إِذ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بأنْفُسِهِم خَيراً وقالُوا هَذا إِفكٌ قَديم }
معناهُ أن يَقيسَ المؤمن هذا الأمر على نفسه ؛ فإذا استبعدَ هذا الفعل عن نفسه ف عليهِ أيضاً أن يستبعدهُ عن أخيه المسلم ؛ ويَظُنّ بأخيه كما يظنُّ بنفسه
فإنّ مُقتضى الإيمان ألّا يُصَدِّقَ مؤمنٌ على أخيه قَولةَ عائبٍ ولا طاعِن ..
رويَ أنّ امرأةَ (أبِي أيوب) قالت لهُ : أمَا تسمَعُ ما يقولُ الناسُ في عائشة!.. قال : نعم وذلكَ الكَذِب ؛؛ أكُنتِ فاعلةً ذلكَ يا أُمّ ايوب ؟.. قالت : لا والله ؛ قال : فعائشةُ واللهِ خيرٌ منكِ ..
الخُطوة الثانية : الإجراء العَقلي المَنطقي
قال تعالى :{ لولا جاءوا عليهِ بأربعةِ شُهدَاءَ فإذْ لَمْ يَأتوا بالشُّهداءِ فأولئكَ عندَ اللهِ همُ الكاذِبون }
إنّ توجيه مثل هذه التُّهَم الفاحِشة للناس هوَ من القَذفِ الذي يستحقُّ عليهِ العُقوبة ؛؛ ف على المؤمن ألّا يَرمي أخاه بالفاحشة إذا لم يكُن هناك شهود وأدِلّة قاطِعة على ارتكابه لتلك الفاحشة ... أمّا الكلام والقيل والقال والنّقل عن فُلان وعِلّان فإنه ليس بدليلٍ أبداً ؛ بل هو كذبٌ وافتراء حتى يأتي الدليل القاطع
فالأصل في المؤمن أنه بريء من أي تهمة حتى تثبت إدانته ..
الخطوة الثالثة : الإجراء اللِّساني
قال تعالى :{ إذْ تَلَقَّونَهُ بأَلسِنَتِكُم وتَقولُونَ بأفْواهِكُمْ مَا لَيسَ لَكُمْ بهِ عِلمٌ وتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وهوَ عندَ اللهِ عظيمٌ ☆ وَلَولا إذْ سَمِعتُموهُ قُلتُمْ مَا يكونُ لنَا أنْ نتَكَلَّمَ بهذا سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عظيم }
وهذا طبعُ أغلبِ البشَر ؛ ما إنْ يسمَعَ خبراً عن أحدٍ إلّا وسارعَ في نشرهِ وبثِّهِ بين الناس ؛ ويبدأ تناقُل هذا الكَذِب حتى ليَغلُب على ظنّ البعضِ أنهُ حقيقةٌ لكثرةِ انتشاره وتناقُله ؛؛ وهذا الأمرُ ليسَ بِهَيِّنٍ عندَ الله أبداً بل هو ذنبٌ عظيمٌ وسيُحاسِبُكُم عليه
قال صلى الله عليه وسلم : ( كَفى بالمرءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بكلِّ ما سَمِع )
ف كانَ خيراً لكُم لو صمَتُّم ولم تتكلّموا بهذا الأمر الذي هو أصلاً كذِبٌ وبُهتانٌ لا دليلَ ملموس عليه ..
لو قرأ المسلمون القرآن وفَهِموا معانيه لَمَا وصلنا إلى ما وصلنا إليهِ من الطعنِ والقذْفِ واتّهام الأبراء والتكلم بأعراض الناس ..
أحببتُ من كلماتي هذا إيصال رسالة لبعض الناس الذين سيفهمون عن ماذا أتكلّم بالضبط ؛؛ وأقولُ لكُم : كما تكلمتكم عن غيركم بالباطل والبهتان سيأتي غيركم ويتكلم عنكم ؛ ولا أحد يأمَن على نفسه من الوقوع تحت ألسنة الناس والإتهام الباطل
واللهُ بيننا وبينكم..
جزى اللهُ خيراً حبيبة قلبي التي أوصَلَتْ إليّ هذه المعاني الرائعة من تفسير سورة النور
#بقلَمي
16 views , 19:46