Get Mystery Box with random crypto!

ما بحثتُ عنه على الدوامِ كان الخفّة. توصيني صديقة: 'عندما يسأل | آيــَـةُ عَـاطِـف

ما بحثتُ عنه على الدوامِ كان الخفّة. توصيني صديقة: "عندما يسألُك الغرباء عن نفسِك لا تذكري عيوبك؛ لأن ما تظنينه عيبًا قد لا يكون كذلك حقًّا". أعدُ بالمحاولة، لكنني عندما تسألُني عن نفسي أبدأ بعيوبي.

يُفسّر الآخرون الأمر تفسيرات مختلفة: تُحاولُ أن تُنفّر الآخرين، تُخيفَهم لأنها لا تُحب الدخول في علاقات من النوع اللاصق، ترسم في ذهن الآخر صورة لنفسها صادقةً وصريحةً ولا مُبالية بما يمكن أن يظنه عنها، أو تمنعها كبرياؤها من أن تعدِّد محاسنها إذا سُئلت عن نفسها. ولكن السبب الحقيقي في غاية البساطة: أُخبرُك بعيوبي لأنني أسعى للتخفف منها معك.

والتخفف معنى رحب ومفتوح على تأويلات تهمني؛ إذ لا أريدُ أن تكتشف فيَّ كل يوم عيبًا يُقلّص مساحة التفاهم بيننا، أو أن تُصدم من وقتٍ لآخر بعيبٍ تستغرقُ بعده وقتًا للتكيف معه، أو أن ترسم لي صوراً ذهنيةً جميلةً وتُتمَّها فتسكب عليها عيوبي التي تكتشفها مع الوقت ألوانًا غامقةً فيختفي الجمال الذي فيَّ تحت طبقات متوالية لم تحسب حسابها في اللوحة منذ البدء، ما أريده أن تُرسم لوحتي منذ البداية بعيوبي كلها قبل ميزاتي، لأنني أحب أن يكون الآخرون على علمٍ بسقف الضيق الذي يُمكن أن يصابوا به معي قبل اتخاذ القرار.

عندما يقول لي أحدٌ: "مرحبًا؛ هل نتعرّف لنكون أقرب؟"، أقولُ: "مرحبًا؛ أنا شيماء، ما يعيبُني أنني كذا وكذا وكذا، هذه أنا ولا أعتقد أنك قد تكتشف فيما بعد ما يمكن أن يكون أسوأ، فكّر في هذا كله ثم شُف هل ستحتملُ أم لا".

إننا نكتشف مع الوقتِ ما في الآخرين من جمالٍ ونفرحُ بهذا ونطير، ما لا نفرحُ به هو العيوب وهو ما يمكنُ أن يخذل تحليقَنا ويُسقطنا على جذور رقابنا، لهذا أحب البدايات الصادقة بالمصارحة بالعيوب دون تهوين أو تهويل؛ حتى تكون اكتشافاتنا لبعضنا فيما بعد اكتشافات سعيدة لا مؤسفة، وحتى نكون على حد أدنى من المعرفة بالقدرة على احتمال الآخرين، إذ الحب -في مختلف صوره- هو البقاء بالقرب مني رغم عيوبي وتطوير طرق شخصية لاحتمالي عندما لا أكون في أجمل حالاتي.