سألني أحد المستنيرين بالظلام الدامس .. كيف لواحد مثلك ينتشي بس | □ الحبيب أبو بَكر الهاشمي ♡

سألني أحد المستنيرين بالظلام الدامس ..
كيف لواحد مثلك ينتشي بسيد قطب و يكرر في كل عام الترضي و الترحم عليه ..
قلت له في جواب طويل هذا مختصره :
سيد قطب لا يمثل لي مثل ما يمثل لكثيرين .. فأنا تعودت أن أكون كالنحل أستخلص العسل المصفى على طريقتي الخاصة ..و إليك بعض من شهد سيد قطب اذا لم تتذوقه بعد :

- سيد قطب مشروعه البحث في المعنى .. و هو مشروع بالأصالة يتناقض على طول الخط مع مشروع ما بعد الحداثة الذي ينتهي باللامعنى بل و يعادي كل من يبحث عن المعنى !

- سيد قطب مشروعه انتاج لهيب الايمان من برودة الواقع .. فهو يحرص على إلهاب كل نص يبدو باردا .. مشروع يأتي على النقيض مع مشروع ما بعد الحداثة الذي يقتل المؤلف بمجرد أن ينتهي من نسخ نصه فيتركه للأهواء تدخله في نسبية المعنى حتى العدمية ..فيفقد قيمته بمجرد أن يكتب..فيقرأ..

- سيد قطب مشروعه الارتفاع الشاهق بالحس مع الارتفاع الشاهق بالنفس .. مزيج من المروءة و الشهامة و الشموخ و الذوق .. و هو على النقيض مع مشاريع الابتذال و السفالة و الانحطاط و الحضيض في المبنى و المعنى على حد سواء ..

- سيد قطب مشروعه القطيعة مع العبودية للعبيد و الاتصال الحثيث بحرية النفس و الروح و الحس و الذوق ..

- سيد قطب مشروعه الانسان الذي يبحث عن ذاته في الوجود .. و مكافحة الانسان الذي يقزم كل الوجود في ذاته..

- سيد قطب ليس مجرد جماعة و لا تنظيم و لا مذهب و لا حتى ايديولوجيا ..

انه أثير من العقائد العميقة الممزوجة بلهيب الفن الطاهر و الذوق الغائر و الحس الغامر في النفس و الكون على حد سواء ..

انه عابر للزمان و المكان و الحال .. و حين تقرأ لسيد .. لا تشعر الا بأنك كمسلم خلقت لتكون سيدا ..