2021-07-18 20:39:20
إن السلوك الإنساني هو تراكمات تربوية تبدأ مع النفس مروراً بجميع المراحل التي تمر بها في جميع مساراتها البشرية المختلفة، وبالتالي فإن ما يصدر من الإنسان من سلوك معين دون الآخر ينطلق من مصادر عدة يمكن تحديدها بما يلي:
1 .الذات :
إن الإنسان بفطرته يسعى إلى تحقيق أهداف وغايات محددة في هذه الحياة، وذلك لأنها تمثل صدى في نفسه واشباعاً لرغباته، وفي سبيل ذلك فإنه يسعى إلى اتباع سلوك محدد يخضع في ذلك إلى نظرته الذاتية وتقديره الخاص، ولكن هذه النظرة قد تكون محفوفة بالمخاطر لأنها قد تتعارض مع القواعد والأخلاق العامة في المجتمع ما يولد الفوضى وعدم الاستقرار .
2 .الأسرة :
تلعب الأسرة دوراً مقدرا في سلوك الفرد، فما يتلقاه الإنسان من تربية تعبر عنه بيئته المعيشية وظروف حياته المادية ينعكس بصورة واضحة عليه، فالاسره التي تربي أفرادها وأبناءها على المثل والقيم والأخلاق الفاضلة يظل هؤلاء الأفراد والأبناء متمسكين بهذه القيم وتنتقل معهم إلى المنظمة التي سوف يعملون فيها مستقبلاً ، وعلى العكس من ذلك فإن الأسر التي تربي أبناءها على عدم التقيد بالقيم والأخلاق ينعكس ذلك على سلوكهم وعلى منظمات أعمالهم.
3 .المؤسسات التعليمية:
تلعب المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها دوراً رئيسياً في تنمية سلوك الفرد والإخلاص بما يتفق مع الأخلاق والقواعد الإيجابي تجاه المسؤولية العامة في المجتمع، وبما يتفق ويتجانس مع الدور المنوط به في المستقبل، وهذا يؤكد على أهمية مواكبة المناهج التربوية مع ما يحقق هذه الأهداف المنشودة في تنمية وتطوير السلوك الإنساني .
4. المجتمع:
إن قيم المجتمع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعقائدية تمثل مصدراً لسلوك أفراد المجتمع.
وتنعكس على وظائفهم وممارساتهم لأعمالهم ، فالقيم تختلف باختلاف المجتمعات حيث إن المجتمع التقليدي يختلف عن نظيره الحديث، والمجتمع الرعوي يختلف عن ذلك الصناعي، والمجتمع الغربي يختلف عن الشرقي، والمجتمع الأفريقي يختلف عن المجتمع العربي.. وهكذا فكلما كانت قيم المجتمع متناغمة ومتماسكة وتحرص على سيادة العدالة والمساواة وعدم الظلم فإنها ستسيطر على الفرد حين انتقاله إلى المنظمة وممارسته لدوره الوظيفي، وذلك لأن معايير المجتمع الأخلاقية وقوتها في محاسبة أعضائها تجعل الأفراد يحرصون على عدم العبث بهذه القيم أو محاولة الالتفاف عليها لأنها أقوى من ذواتهم كأفراد، وبهذا يصبح المجتمع وقيمه المحدد الرئيسي للذات الإنسانية كمصدر من مصادر السلوك الإنساني .
5 .التشريعات والقوانين واللوائح:
إن مجموع التشريعات والقوانين والأنظمة واللوائح استناداً إلى المصادر التشريعية المعمول به في الدول تعد من المصادر المهمة للسلوك الإنساني وما يصدر عنه من أخلاقيات ومعاملات، وذلك لأنها تعتمد على تحديد واجبات ومسؤوليات الفرد حيال الوظيفة والمنظمة، وواجبات ومسؤوليات المنظمة حيال الفرد والمجتمع العام والخاص، فالقوانين واللوائح تمثل القيود الأساسية التي يجب أن تحترم حتى تسير الحياة المدنية بنظام وانتظام و إلا فإن المجتمع سوف تسود فيه الفوضى واشباع الهوى الشخصي وشريعة الغاب.
" عمرو طه دبوان"
#إدارة_أعمال_Business_Administration
97 viewsعمرو , 17:39