Get Mystery Box with random crypto!

من المُشكلات الرائجة بكثرةِ بين الشباب والفتيات الذين هداهم ال | عِـفـةُ قَـلـب.. ") 💗

من المُشكلات الرائجة بكثرةِ بين الشباب والفتيات الذين هداهم اللهُ وبدأوا في تعديل حياتِهم وِفْق ما يُريدُه اللهُ سُبحانه: مُشكلة التصادُم.

بمعنىٰ أنك تجدُ الشاب الذي هداهُ اللهُ يرىٰ مَنْ حوله جميعًا فَسقةً مُحاربين لله ورسوله، وعلى رأسِ هؤلاء الناس أهلُ هذا الشاب، فيُريد تغيير شيء رآه مُنكرًا، فيحدث بينه وبين أهلهِ صِدامٌ.

والفتاة تُريد مثلًا ارتداء فضفاضٍ، أو تختمر، أو ترتدي النقاب، فترىٰ رُدودًا من أهلها وكأنها قتلتْ قتيلًا ويحدث صِدامٌ.

هذه الفئة من الشباب والفتيات مقاصدُهم طيِّبةٌ، ونواياهم حسنةٌ، فهُم يُريدون تعويض ما فاتهم من حياتهم في البُعد عن اللهِ بالقُرب من الله بكُل وسيلةٍ مُمكنة.

لكن للأسف أحيانًا يُزيِّن الشيطانُ أخطاءهم، فمثلًا الشاب قرأ فتوىٰ عن شيءٍ ما، فذهبَ لأهل بيتهِ ويُحاول اجبارهم على العمل بالفتوىٰ، في حين أن نفس المسئلة بها خلافٌ شديدٌ بين الفُقهاء، وكذلك الفتاة تفعلُ هذا.

المُشكلة هُنا ليستْ في اجبارهم على مذهب مُعين في المسئلة -وإن كان هذا خطأ بلا شكٍّ-، لكن هذا يُنتجُ خسارةً مع أهل بيته، فيرىٰ بعدها بُعدًا عن أهله بالشهر والإثنين، بل عدم الحديث معهم مُطلقًا، والشيطانُ يُزيِّن له ما يفعلُ قائلًا: أنت من الغُرباء، أنت أفضلُ منهم، أنت تُريد حياة على منهج الإسلام وهُم في جاهليات وتخلُّف، .. الخ.

ماذا فعلَ هذا الشاب وتلك الفتاة؟
١- أثبت لأهله أولًا صُورة المُلتزم التي تأتي في الأفلام والمُسلسلات من تشويهٍ لهم، أثبتها لهم بأفعاله.
٢- ارتكب من الكبائر العظيمة بإغضاب أهله عليه من الأب والأُم وعقوقهما.
٣- يسمعُ للشيطان، لكن بأُذنِ الطاعة، وستجده -أو ستجدها- بعد ذلك وقع في ذنبٍ لا يخطر بباله أنه سيقعُ فيه، وهذا من العُقوبات.
٤- خسرَ الناس بأن سيكون الشابُ القُدوة -والفتاة القُدوة- الذي يُغيِّر طباع الناس ويأخذهم برفقٍ لطالما يفعلون أشياءً يُخالفون فيها الشرع إلى الطريق الصحيح .. إلى الشاب الذي ينفُرُ الناسُ من حضوره.
٥- سيتسرب لقلبه عينُ الكِبْر والعُجب، فستجده يستحقرُ كُلَّ عاصٍ، ويضحك على نفسه ويقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفي الأغلب هو فَرِحٌ في قرارةِ نفسه.
٦- أصبح يعلمُ أشياءً عامة من الدين، ولو سألته مثلًا عن شُبهات المُعتزلة لن يعرف أصلًا مَنْ هُم ومتىٰ ظهروا.

وعلى مثلِ هذا فاسْرِدْ.

للأسف هذا النوع يخسرُ نفسه قبل أن يخسر مَنْ حوله، وبنىٰ بنفسه حواجز بينه وبين الناس.. الذين كُنا نأملُ أن يهديهم اللهُ به، بأن يُلاطفهم في المُعاملة ويدعوهم إلى الله برفقٍ ونحوه.

وأحيانًا إن حدَّث أهلَه عن شيءٍ يتحدَّث معهم في الزُهد والوَرع الذي عاشه سُفيان الثَّوري وأحمد بن حنبل والخ من الأئمة، فيجعلهم بصُورة لا ارادية يغضبون من كثرة تكراره لهذه القصص ويزرع فيهم كُرهًا لهم دون ارادة.

يا أخي الكريم ويا أُختنا الكريمة..
نعلمُ أن نواياكم حسنة، لكن احذَرْ مصيدة الشيطان من طُرق الطاعة، فلن يأتي الشيطانُ ويحُثَّك على المعصية، بل من مواطنَ الطاعة.

قال الحسنُ البصريّ رحمه اللهُ:
" طَلبنا هذا الأمرَ ونَظَرَنا، فلَمْ نَجِدْ أحدًا عَمِلَ عملًا بغير علمـٍ إلا كان ما يُفسِدُ أكثرَ مِمّا يُصْلِحُ "

نعم، يجب علينا جميعًا أن نتعلَّم، فلأننا كُلما أصبحنا جُهلاءً كان استحواذ الشيطان علينا أكبر.

وأنت عندما تتعلّم ستجد هذا في أخلاقك وصبرك وحلمِك على صدود البشر لك، بل ستتخلَّق بأخلاق الأنبياء في الصبر الشديد وستجد قُبولًا بإذن الله إن يسَّر اللهُ لك.

لا تفتعل المُشكلات مع أهلك، اقرأ الكُتب وتعلَّم العلمَ الشرعيّ وستجد شفقةً على نفسك وعلى المُسلمين جميعًا لا أهلك فقط من المكائد التي تُكاد لنا جميعًا لإبعادنا عن ديننا وانسلاخنا من هُويَّتنا، فلا تكُنْ عونًا للشيطان على مُسلم بدافع أنك تُريد صلاحًا، فأحيانًا النيّة تكون حسنة لكن الطريقة خاطئة.

ما ذكرتُ هذا كُلَّه إلا لأن كثيرًا منا وقعَ في هذا الفخّ، سواء وقعَ مرات كثيرة أو قليلة إلا أنه لا يخلو من احتكاكٍ بالناس وُلِدَت على إثره المُشكلاتُ.

وإنك كُلما تعلَّمت الشرع، وقرأت كيف يُفكِّر الغربُ وطُرقهم التي يكتبونها في كُتبهم لإلحاد الناس عن طريق الله؛ كُلما ساعدتَ غيرك في الارتفاع من الجهل للعلم.

واعلَمْ أن كثيرًا من المُسلمين بهم خيرٌ كثيرٌ واللهِ، لكن غشاوة الإنبهار بالغرب وتقليدهم ومُحاربة الغرب للإسلام وعرض هذا في الأفلام والمُسلسلات مما يُفسد عُقول المُسلمين، وعليك أنت ازالةُ تلك الغشاوة والرفق معهم، ولا ننسى بالطبع طُغيان العلمانية وغيرها من الضلالات.

أهم شيءٍ أن تصبر، وصدِّقني؛ ستعرفُ قيمة هذا الكلام كُلَّه الآن أو بعد حين.

ولك في القناة هُنا بالرسالة المُثبَّتة كُتبٌ أرسلتُها للقراءة وفهم الواقع؛ فابدأ بها وتعلّم بجانب العلم الشرعيّ طبعًا، وهذا إن أردتَ صلاحًا وإصلاحًا بصدقٍ.

والسَّلام.