Get Mystery Box with random crypto!

رحلة رقم (37) هل يمكن للإنسان المؤمن أن يباشر الحديث مع المل | اللهم عرفني حجتك

رحلة رقم (37)

هل يمكن للإنسان المؤمن أن يباشر الحديث مع الملائكة؟

حتى تتضح الصورة نذكر الأمور التالية:

الأمر الأول: إن في شخصية الإنسان جزئين أساسيين: جزءًا ماديًا هو البدن، وجزءًا معنويًا مجردًا الروح، والبدن في الحقيقة هو عبارة عن سجن للروح، وهذا أحد معاني ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أنَّ الدنيا سجن المؤمن، ولذلك فإن الروح تحتاج في عالم الدنيا إلى البدن وآلاته من أجل التكامل. فالروح لا تستطيع أن تفعل أفعالها إلا من خلال البدن، فأنت تفعل بيدك وتتكلم بلسانك وتمشي برجلك وهكذا.

الأمر الثاني: إن للإنسان مشروعًا في هذه الحياة، هو التكامل الوجودي، والتكامل الوجودي يعني فيما يعنيه أن تسمو الروح في مدارج الكمال والقرب الإلهي حتى تصل إلى مرحلة تتجاوز الحدود المادية.كما روي عَنْ رَسُول اللَّه (صلى الله عليه وآله): قَالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ أَرْصَدَ لِمُحَارَبَتِي، ومَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدٌ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه، وإِنَّه لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّافِلَةِ حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذَا أَحْبَبْتُه كُنْتُ سَمْعَه الَّذِي يَسْمَعُ بِه، وبَصَرَه الَّذِي يُبْصِرُ بِه، ولِسَانَه الَّذِي يَنْطِقُ بِه ويَدَه الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُه، وإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُه.

وهذا يعني: أن الإنسان عندما يتكامل فإنه يبدأ بالتحرر عن قيود البدن شيئًا فشيئًا، حتى تتمكن الروح من التعامل مع المجردات واللا مرئيات، حيث تنفتح عين الروح أوسع مما تنفتح به عين البدن، ولذلك كان الأولياء يرون الملائكة ويسمعون حديثهم، وليس هناك أوضح من الإيحاء إلى أم موسى (عليهما السلام) والسيد مريم (عليها السلام) وتحديث الملائكة للسيدة الزهراء (عليها السلام) وغيرهن من الرجال كثير.

ومن الشواهد على ذلك أيضًا: أن القرآن الكريم يحكي بكل صراحة أن الملائكة والجن والشياطين كانت تحت إمرة النبي سليمان (عليه السلام)، أن هناك عفريتًا من الجن تحدّث مع النبي سليمان (عليه السلام) في أن يأتيه بعرش بلقيس قبل أن يقوم من مقامه، ولا شكّ أن من الموجودين ضمن هذه الجلسة كانوا من البشر، بل إن الذي عنده علمٌ من الكتاب امتثل لأمر سليمان (عليه السلام) في أن يأتيه بعرش بلقيس قبل أن يرتدّ إليه طرفه. وهو من البشر أيضًا.