ولعلَْ نِهايَات الحُروب لا تَكونُ كما يَرَاها من يَطمعُ بالنَّصرِ العَاجِل ، فإنَّ الصَّبر والثَّباتَ نَصرٌ بحَقيْقَتِه لو يَعلمون! ولو فُنيَت الأَرواحُ وأُبيدَت الأجسَاد ، يظلُّ الوقوفُ بوَجهِ فُوّهات المَدافِع في محاولةٍ منها لإخمَاد سُلطان الحَقِّ ، والصّمود تحتَ وابِلِ القَصْفِ وأزِّ الرَّصَاصِ لهو الثَّباتُ الذي يُفرِّق صَف كل باطِلٍ ويَقذِفُ في قلوبِ أوليائِه الرُّعْبَ ، ولتجري سُنّته سبحانه.. فيَتَّخذ منهم الشُّهداءَ ويُزكّي الأَنفُس ، ويجعلَ الخبيثَ بعضهُ على بعضٍ، ويمنُّ على الذي استُضعفوا وظُلِموا فيجعلهم أئِمّةً ويجعلهم الوارثين وتبقى كلمته عزّ من قائِل : •بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ• 448 views16:36
