Get Mystery Box with random crypto!

مستحبة مرغب فيها كالصلاة قبل العصر؟ وأكثر العلماء على أنها سن | دار التزكية

مستحبة مرغب فيها

كالصلاة قبل العصر؟ وأكثر العلماء على أنها سنة راتبة، منهم: الأوزاعي والثوري وأبو حنيفة وأصحابه، وهو ظاهر كلام أحمد، وقد ذكره القاضي أبو يعلى في " شرح المذهب " وابن عقيل، وهو الصحيح عند أصحاب الشافعي. وقال كثير من متأخري أصحابنا : ليست سنة راتبة، بل مستحبة"([19])

لقد ساق الحنفية والشافعية أدلتهم، وبعضها في حق مَن دخل والإمام يخطب، وهو حديث سُليك الغطفاني، وأما المالكية والحنابلة فدليلهم عدم ورود نص في الموضوع من وجهة نظرهم، مع ملاحظة أنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أذان واحد للجمعة عند جلوسه صلى الله عليه وسلم على المنبر، ولم تكن مراعاة التوقيت دقيقة كما هي في زماننا، ويبدو هذا مما سبق من خلاف في وقت الجمعة، فالبعض يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجل بها وكأنها قبل الزوال - كما يرى الحنابلة -، والبعض يرى أنه كان يؤخرها إلى ما بعد الزوال - كما هو مذهب المالكية والحنفية والشافعية - وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي كل السنن في بيته، فلعله كان يصلي سنة الجمعة القبلية في بيته، ثم يخرج فيصعد المنبر، ويؤذن المؤذن بين يديه.

فالمسألة تحتمل ما قاله كل مذهب، وإذا كانت صدور الفقهاء من المالكية والحنابلة واسعة في الموضوع، فصاحب كتاب "الجواهر الزكية" للشيخ أحمد بن ترك المالكي يقول: "يكره للجالس أن يتنفل عند الأذان الأول كما يفعله الشافعية والحنفية خيفة اعتقاد وجوبه".

أي أن سبب الكراهة خشية التباس السنة بالفريضة لا لورود نهي عنها.

ويقول الإمام الصفتي في الحاشية معلقاً على هذا: "فائدة: إذا كان شخص مالكي بحضرة جماعة شافعية أو حنفية فلا بأس أن يصلي عند الأذان - أي الأول - كما قرره بعض شيوخنا"([20])

ورحم الله الشيوخ الذين يزنون كلامهم بميزان الفقه ويكرهون تفرق المسلمين واختلافهم.

وابن قدامة يقول في "المغني": "فأما الصلاة قبل الجمعة فلا أعلم فيه إلا ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركع من قبل الجمعة أربعاً" رواه ابن ماجه، وروى عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه قال: كنت ألقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا زالت الشمس قاموا فصلوا أربعاً" ثم ذكر بعض ما احتج به الشافعية لمذهبهم([21]) فكأنه يميل إلى قول الشافعية والحنفية نظراً لأدلتهم، ولكنه ما أحب الخروج عن مذهبه في المسألة.

ومِن كل ما تقدم يبدو لي رجحان مذهب الحنفية والشافعية في هذه المسألة، وأن الجمعة لها سنة قبلية مثل صلاة الظهر، والأحاديث والآثار فيها كثيرة، وصرفها عن ظاهرها لا موجب له، والله تعالى أعلم.

([1]) هذا البحث كان مختصرا في الأصل، فأحببت أن أوسعه نظرا لكثرة الكلام فيه بين طلاب العلم في هذه الأيام، حتى صار البعض ينكر على من يصلي سنة الجمعة القبلية تأثرا بالمذهب الذي تفقه عليه.

([2]) انظر: عند الحنفية: "الاختيار": 1 /228، وعند المالكية "الاستذكار" (2 /630)، حديث رقم: (423)، قال: "ويركع الإمام في منزله بعد الجمعة ركعتين وكذلك من خلفه"، وانظر: "الشرح الصغير": (1 /511)، وعند الشافعية "المنهاج" للنووي (2 /215)، "مغني المحتاج" (1 /220)، وعند الحنابلة "الكافي" (1 /302) و"نيل المآرب" (1 /70).

([3]) رواه مسلم رقم: (2073)

([4]) روه البخاري رقم: (895)، ومسلم رقم: (2077).

([5]) الاختيار (1 /2228).

([6]) المنهاج (1 /216).

([7]) الشرح الصغير (1 /511).

([8]) نيل المآرب (1 /70)، الكافي (1 /300)، كشاف القناع (1 /496)، (2 /46).

([9]) روى الترمذي (2 /399، رقم: 523)

([10]) رواه البخاري رقم: (627)

([11]) رواه ابن حبان في صحيحه رقم: (2488)

([12]) فتح الباري (3 /351).

([13]) ابن ماجه رقم: (1129)

([14]) سنن البيهقي (2 /349)، وصحيح ابن حبان (6/220)

([15]) رواه البخاري رقم: (888)، ومسلم رقم: (875).

([16]) سنن ابن ماجه رقم: (1114)

([17]) انظر صحيح البخاري رقم: (895)

([18]) رواه البخاري رقم: (883)

([19]) فتح الباري (5 /541)

([20]) الجواهر الزكية (2 /74).

([21]) المغني (4 /220)...منقول....