Get Mystery Box with random crypto!

درر ايمانية

لوگوی کانال تلگرام dorraremaniah — درر ايمانية د
لوگوی کانال تلگرام dorraremaniah — درر ايمانية
آدرس کانال: @dorraremaniah
دسته بندی ها: دستهبندی نشده
زبان: فارسی
مشترکین: 549
توضیحات از کانال

قناة عامه تهدف لنشر اقتباسات قيمة و خواطر ايمانية

Ratings & Reviews

1.67

3 reviews

Reviews can be left only by registered users. All reviews are moderated by admins.

5 stars

0

4 stars

0

3 stars

0

2 stars

2

1 stars

1


آخرین پیام ها

2022-07-21 16:13:47 عبادات الخلوات : شحن وقوة وتثبيت لا يعدلها سواها.

لا تفوت تلك اللحظات كل يوم..
هناك حين تكون عبداً لله فقط، متجرداً من كل لقب وكل وظيفةٍ وكل أحد، حين لا يعنيك إلا الله، لا ترجو فعلاً إلا إياه، تستشعر افتقارك له وقد رفعت يديك تسأله وتلحّ وتذكر كلّ الحاجات التي لن يعطيها إلا هو..

في لحظات تستشعر كرمه عليك بالقرآن الذي يخاطبك، تمتلئ حباً له على أن برأك ورزقك القلب الذي يناجيه ويعرفه، الجبهة التي تلامس الأرض ساجدةً له، والعين التي بفضله دمعت حباً أو شوقاً أو خشيةً أو وجاءً..

بعيدٌ هناك جداً عن عالم الإعجابات والمشاركات والفولو وإلغائه، منفصلٌ تماماً عن عالم التفاهة التي يفعل أهلها أي شيء للناس، لا تكترث أبداً بالذين يعيشون للناس لا يعنيهم إلا ما قالوا وما عملوا وما اشتروا وأين ذهبوا وما سيظنون وما قانونهم..

كل واحدة من هذه العبادات تذكرك بحقيقتك وهدفك وتعيدك لدربك، لتكون شحناً لك حين تخرج إلى العالم ودافعاً لتستمر ومنبع قوة لنفسك التي بلا شك ستمتحن وتفتن بعد قليل..

فلا تستهن بدقائق قبل الفجر ودقائق قبل النوم، اسرق من يومك الوقت لركعتي ضحى أو ورد قرآن وتفسير تكون فيها وحدك، تذكر خالقك، ترجو جنته وأنت تقرأ
آيات الجنة وتستعيذ من عذابه إن مررت على آيات العذاب..

اقرأ القرآن في خلوتك كأنه يخاطبك أنت ونزل لك وحدك..
انظر في نفسك في خلوتك وادع بما تحتاجه وما يعنيها…
اسجد لله وحيداً واستشعر كرمه عليك أن اختارك لتلك السجدة..

كن عبداً لله فقط ولو لمحطةٍ قصيرةٍ من يومك.. وسترى أثرها بإذن الله..
71 views13:13
باز کردن / نظر دهید
2022-05-26 23:37:31 - لقد تعبت..
أشعر أنه لا فائدة ترجى من أي شيء، لم أعد أعلم ما الهدف من كل هذا الذي أفعله، من سعيي المستمر ضد التيار ومحاولتي المستمرّة أن أزكي نفسي وأكون أفضل، لماذا لا أستسلم وأتوقف وأرتاح؟ لماذا لا أسير قليلاً مع هذا السيل!

= لم أفهم قصدك، كيف تشعر أنه لا فائدة من أي شيء؟

- انظر إليّ، أنا الوحيد في عائلتي وبين أصدقائي الذي لا يسمع الأغاني ولا يتابع المسلسلات، الوحيد الذي يشترك في الدورات الشرعية ويمتنع عن جلسات المقاهي والمولات، الوحيد الذي يترك مجلس أصحابه إن بدؤوا الحديث عن تلك الفتاة أو استغابة ذاك الشاب..
صرت أشعر بأني كائن فضائي وقع بالخطأ بين البشر، وأعلم وأفهم أن طوبى للغرباء وأن الإسلام سيعود غريباً كما بدأ، لكنني تعبت!
أشعر أن الأمة لن تتغير أبداً، أن الناس سيظلون هكذا يتبعون من يمتعهم ويعرضون عمن ينصحهم، أشعر أن عملي كله "على الفاضي"، لن يتأثروا أبداً ولن أحدث أي فرق في الأمة، سأعيش وأموت ولن يذكرني أحد!

= أشعر بك تماماً، الأمر فعلاً صعب ويحتاج كثيراً من الجهاد والصبر..
هي مواقف كثيرة تشعر بأنها تختبرك، بأن الله سبحانه وتعالى يرفع قدرك ويمتحن ثباتك..
أن ترى هذا الرفض وتقابل بهذا الصدام..
وهذا حقيقي جداً وأنت في أول الطريق..
صحيح أنك ملتزم منذ سنوات، لكنك في أول طريق الثبات، في أول طريق الاختلاف عن المحيطين وترك أمور كثيرة اعتادوها وألفوها حتى ظنوها الطبيعي الوحيد..

وانظر لما قاله ابن القيّم في شعورك هذا بالذات..
"إنَّمَا يجد الْمَشَقَّة فِي ترك المألوفات والعوائد من تَركهَا لغير الله فَأَما من تَركهَا صَادِقا مخلصا من قلبه لله فانه لَا يجد فِي تَركهَا مشقة إِلَّا فِي أول وهلة ليمتحن أصادق هُوَ فِي تَركهَا أم كَاذِب، فان صَبر على تِلْكَ الْمَشَقَّة قَلِيلا استحالت لَذَّة، وأجلّ مَا يعوض بِهِ الْأنس بِاللَّه ومحبته وطمأنينة الْقلب بِهِ وقوته ونشاطه وفرحه وَرضَاهُ عَن ربه تَعَالَى."
يعني هذا الألم الذي تصفه عرفه كثيرون قبلك أيضاً، فلا تخف ولا تحزن ولا تشعر بالوحدة، وتذكر الكنز الذي ينتظرك إن صبرت قليلاً فقط..
حتى يزول الألم وتأتي اللذة، يأتي الأنس بالله ورضا القلب وطمأنينته..
هذا الآن صعب.. لكنه لن يستمر..

- ..

= لكني أريد العودة للذي قلته في بداية كلامك.. لفكرة "أشعر أن لا فائدة" التي يزرعها الشيطان في نفوسنا في كثير من الأحيان..
انظر يا صديقي..
ما هي الفائدة التي نريد فعلاً؟ ما هو هدف المسلم؟ الغاية العظمى التي يعمل لها والتي على أساسها يقيّم إن كان هناك فائدة (=اقتراب من الهدف) أم لا؟

- الغاية رضا الله وجنته طبعاً!

= جميل.. وماذا عن تغيير الناس وبناء الأمة ونهضتها؟

- اه! نعم، وهذه طبعاً!

= وهنا محل الخلل..
يا صديقي، بناء الأمة ونهضتها والتغيير والتأثير بالناس أمورٌ نريدها ونحبها فعلاً، لكنها ليست مما نعتبر واجبنا الفردي القيام به، ولا هي مما نحاسب إن لم يحدث في حياتنا ولم يظهر على يدينا..

أنت وأنا مسؤولون عن يومنا وعن نفوسنا، طالما أنك تستثمر وقتك ويزيد الإيمان في قلبك ومازلت ثابتاً على دربك فهناك فائدة، هناك ما تستمر لأجله وتجاهد في سبيله..

هناك الأجر عند الله، هناك الذي يكتبه الملكان، هناك أوقات تستثمرها، أمور تتعلمها، تجاربٌ تكبر معها..

فكر في سميّة أم عمّار بن ياسر، هي أوّل شهيدة في الإسلام ولم تر من فتوحاته ودخول الناس فيه أفواجاً شيء، لقد بُشِّرت بالجنة مع أن الذي عملته كان الثبات "فقط"!

وبالتأكيد ومع ثباتك واستمرارك واستثمارك لوقتك وقيامك بما عليك نحو ربك ونفسك والناس فإنك ستؤثر بالأمة وستغيّر ولو بشخصٍ واحد رأى ثباتك أو مررت به، لكن عدم رؤيتك لهذا الأثر وربما عدم حدوثه كلّه في حياتك لا يعني أن تحزن أو تتألم أو تستسلم..

وهذه نقطة يلعب عليها الشيطان فينا كثيراً..
يقول للمعلّم أن يتوقف عن بذل الجهد لأن الطلاب مشاغبون، يقول للأم أن تقضي يومها على انستغرام لأن غرسها في أطفالها لم يثمر، يقول للشيخ أن يدع التعليم لأن حضور مجلسه قليل..

وكذلك يقول لك أن تتوقف لأن العالم لم يتغيّر بك، كأنّك بدأت هذا الطريق أصلاً من أجل الناس، لا من أجل نجاة نفسك وعتقها من النار وزرع الحسنات الجاريات لها..

ولذلك أريد أن أذكرك وأن تذكرني أيضاً كلّما نسيت.. أننا نعمل ونصبر لأجل ما عند الله وفي الآخرة لا في الدنيا، لعلّ الله يقرّ عيننا في الدنيا بما نحب، لكننا وإن لم يحصل أي من ذلك نستمر ونعمل ونجتهد ونصبر على صعوبات الطريق....
والله المستعان في كل حين..
176 views20:37
باز کردن / نظر دهید
2022-05-13 16:10:17 " علينا أن نعتز بديننا ونرفع رؤوسنا به وندرك أننا نتميز به، وأن ذلك التميز يحدث فارقا ضخما بيننا وبين الكفار في أعلى مستويات التصورات والأحكام، ومن أكبر الخطأ أن نحاول أن نعيد قراءة ديننا بطريقة تجعلنا غير مختلفين عنهم، أو أن نتبنى منظومات التصور الخاصة بهم ونحاكم ديننا إليها فنستشكل ونستنكر.. وننسى أن تلك المنظومات اختزالية نسبية اعتباطية غير قائمة على براهين، وأن الأدلة القاطعة تفرض العكس، فعلينا أن نعتز بالدين الحق ونعتنقه مرجعا حاكما على كل شيء "

مقتطف من إضاءة القضية الفارقة، من كتاب :

إضاءات منهجية-ترتيب التفكير بحثا عن اليقين، د طارق عنقاوي، ص٩٣، مركز دلائل

#دحض_الأباطيل
#إضاءات_منهجية
#إضاءات_منهجية
205 views13:10
باز کردن / نظر دهید
2022-05-01 14:01:04 عيدنا غير أعياد الناس كلهم، عيدنا شعيرة إسلامية تظهر فيه مظاهر العبودية، ويظهر فيه كمال الدين حين جعل الفرح عبادة!

تكون في ليلة تنتابك فيها مشاعر الحزن على فراق هذا الشهر العظيم الذي اجتمعت القلوب فيه على طاعة الله، وارتاحت من كثير من مردة الشياطين و وساوسها وإلقائها، فتقابلك شعيرة جديدة مطلوب منك أن تعبد الله فيها بإظهار السعادة والفرح على إتمام الشهر، فسبحان من شرع هذا الشرع الحكيم الذي يراعي استقرار هذه النفس!

الناظر لهذا الشرع يرى كم فيه من إدخال السرور على النفس والآخرين؛ حتى أن صيام يوم الفطر منهي عنه، فهذا يوم تأكل فيه، وتكبّر فيه، وتشكر فيه، وتدخل السرور على نفسك، وتلبس أحسن الثياب،
وبهذا عُلم أن الله عز وجل يريد منك في كل وقت أن تكون تحت شرعه، وتبقى مؤمنًا بأن الرحمن الرحيم قد شرع شرائعه لتزكو نفس هذا الإنسان وتطهر.

فالحمد والشكر لله أن اختصنا فجعل أعيادنا عبادة لله، وفرحًا بالله، في حين أن أعياد غيرنا والعياذ بالله شرك وكفر وفجور.

أ. أناهيد السميري بارك الله فيها
3.0K views11:01
باز کردن / نظر دهید
2022-02-15 22:14:11 .
.
.
| شتات الأمر وانفراطه
.
.
روي أن النبيﷺ كان يستعيذ من "شتات الأمر"، يعني: تفرقه وعدم انضباطه؛ أن تخبط في حياتك خبط عشواء، تنشغل عما ينفعك بما لا ينفعك، وتقدم ما حقه التأخير، وتؤخر ما حقه التقديم، يتناثر وقتك الذي هو بعضك فيما لا طائل تحته، وذلك في أمرك كله؛ في العلم والعمل والعلاقات والاهتمامات والأوقات.

يشبه هذا الشتات للأمر تعبيرٌ قرآني آخر، وهو: (انفراط الأمر) قال الله: ﴿ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾، قال السعدي: ﴿وَكَانَ أَمْرُهُ﴾ أي: مصالح دينه ودنياه ﴿فُرُطًا﴾ أي: ضائعة معطلة!

وأعظم ما ينتظم به الأمر ولا يتشتت= وضوح المعنى الكبير في هذه الحياة (=العبودية) واستشعاره على الدوام. معرفةُ غاية الخلق الهدفُ الذي تتجه له كل الأهداف الأخرى وتنتظم به.
وأعظم أدواء هذا الاستحضار: الغفلة، واتباع الهوى. ودواؤهما: الذكر والتذكير؛ تأمل:﴿أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه﴾.

دوام الذكر والتذكير تحصل به يقظة القلب للإنسان، وتندفع به الغفلة المسببة لهذا الداء، ويتفطن به مواضع الهوى من مواضع الحق. قال ابن عثيمين، رحمه الله، في وصف هذا الذي انفرط عليه أمره: "تجده يبقى الساعات الطويلة وهو لم يحصِّل شيئًا، لكن لو كان قلبه مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله".

طبيعة الهوى واتّباعه: التفرقُ وعدم الانتظام؛ لأن شهوات النفس وإراداتها متقلبة تقلبًا كبيرًا، ولا يضبطها ضابط. وطبيعة الدوران مع الحق حيث دار وإرادته: الانسجام والانتظام؛ حينما يكون "نجم الشمال" بالنسبة لكل خياراتك: موقع هذا الاختيار من إرادة الله تعالى؛ هكذا تنتظم أمورك ولا تنفرط.

ويزيد حالة الشتات هذه إذا انضاف لها مع شهوات النفس وأهوائها= أهواءُ غيرها من الناس، وهؤلاء -سلمك الله- هم من أشقى الناس.
- وهل يتتبع أحد أهواء غيره؟
- نعم، ألست ترى اليوم -مثلا- ما تخلقه الحياة المادية، في تمظهراتها المختلفة، في شبكات التواصل وغيرها= من مشاكلة لرغبات الآخرين وأفكارهم وقناعاتهم؟!

- طيب، حالة التذكر والاستشعار الدائم لغاية الخلق وللمعنى الكبير من هذه الحياة كيف تتحقق؟
- أعظم ما يحققها التعرض المستمر والمتكرر للقرآن العظيم. سُمِّي القرآن "ذِكْرًا" لهذا المعنى، القرآن ينتشلك من الشتات والانفراط في كل مرة تتغشاك فيها سُحُب الغفلة، ويذكرك من أنت وإلى أين تسير!

القرآن لا يُجَرّب، بل حقه الإقبال عليه بيقين؛ لكن تجوّزًا أقول: ألست طرقت كل باب تبحث فيه عن صفاء الروح وإشراقها وعُدتَ صِفرَ اليدين؟! جرِّب أن تتعرض للقرآن، تعرض الموقن أنه كلام الله، تعرضا مستمرا متكررا، وحدثني بعدها عن صفاء الصورة التي ترى بها الأشياء، واتضاح الغاية، واستشعار المعنى!
.
.
.
350 views19:14
باز کردن / نظر دهید
2021-09-26 18:56:02 الله قادر على أن يجعل الحياة أيسر ما تكون؛ لكنه يضيّقها عليك ليرى هل يلتزم قلبك بابه ويتمسك بحباله ويتعلق به؛ أم هو مشتت فيه شركاء متشاكسون؟

يبتليك وهو قادر على أن يُنجيك، يُضيق عليك وهو قادر على أن يوسع عليك، لم ذاك؟

لأن اختبارك الصعب الذي تعيشه في الحياة هو (اختبار التوحيد)، وهذا الاختبار ليس اختبارًا ورقيًا تكتبه في دروس التوحيد؛ بل هو اختبار التوحيد في قلبك آناء الليل وأطراف النهار؛ لك واحد فهل ستلتفت له أم ستلتفت لغيره؟

وليُعلم أنه كلما زاد الإيمان زاد هذا الاختبار وقويَ، ومع زيادته وقوته ارتفعت الدرجات، وكلما ضعف الإيمان خفف الله الاختبار وحفظ للعبد إيمانه، وعامله بحلمه، لكن بقلة الاختبار تنزل الدرجات، وإنك لترى ضعيف الإيمان يبتلى ابتلاءً على قدره ومع ذلك يجده صعبًا عليه، في حين ترى قوي الإيمان يسهل عليه الاختبار ولو كان أصعب.

مثال: شخص ضعيف الإيمان تكسر زجاجة في بيته؛ فيغضب ويصرخ، ولا يستطيع أن يرى أنه قدر الله وما شاء فعل، وشخص قوي الإيمان يفقد ولده وهو صابر لا يخرج من فمه ما يدل على تسخطه، فما الذي أجزع الأول أمام الأمر السهل، وصبر الثاني أمام الأمر الجلل؟!

إنه فارق الإيمان!
أناهيد السميري*
500 views15:56
باز کردن / نظر دهید
2021-09-17 08:47:53

446 views05:47
باز کردن / نظر دهید
2021-09-10 09:13:40

497 views06:13
باز کردن / نظر دهید
2021-09-09 18:07:45 ‏يقول أحدهم :
‏"كنت لا أفقه في القرآن شيئًا وكنت أجد عثرات ومشقة في الحفظ حتى أوصاني شيخي بأن ألزم هذه الثلاث دعوات في كل سجدة..

‏-اللهم انفعني بالقرآن.
‏-اللهم ارفعني بالقرآن.
‏-اللهم علِّمني القرآن.

‏ففتح الله عليّ فتحًا عظيمًا رُزقت حفظ القرآن وإتقانه وتعليمه."
493 views15:07
باز کردن / نظر دهید
2021-08-19 03:53:38 .
.
|| مغزى الابتلاء
.
.
في مثل صبيحة هذه الليلة، قال أصحاب موسى: (إنا لمدركون)؛ فالبحر أمامهم، وفرعون يجر جيوشه وجنوده من خلفهم.. وموسى الكليم -عليه السلام- بثبات يشبه ثبات الجبال، أو بثبات يُشبّه به ثبات الجبال يقول: (كلا إن معي ربي سيهدين).. هذا الثبات العظيم هو أثر من آثار الصناعة الإلهية لموسى: (ولتصنع على عيني).

هذه المراتب العالية والمواقف الجليلة في العلم والعمل؛ عادة ما يسبقها ابتلاءات كبيرة كذلك، ابتلاءات بالخير والشر، تزكو بها النفس، وتقوى بها الشخصية، ويتنقل بها العبد من كمال إلى كمال آخر؛ إن أحسن هو التعامل مع هذه الابتلاءات.

قال الله تعالى: (وجلعنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فبالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين... الصبر على أنواع الابتلاء المختلفة؛ على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقداره خيرها وشرها؛ هي التي توصل العبد لهذه الكمالات.

إنك لو استعرضت سيرة موسى -عليه السلام- لوجدتها ناطقة بهذه الحقيقة، ابتلاءات تترى.. يتنقل بها الكليم -عليه السلام- من حال إلى حال أكمل منه، حتى وقف هذا الموقف العظيم، وثبت هذا الثبات الكبير.

كانت الصناعة الإلهية لموسى -عليه السلام- سلسلة من الابتلاءات العظيمة التي تعرّض لها النبي الكريم، بدأت منذ أن كان نطفة في رحم أمه، واستمرت إلى أن جاء على قدر، وكلمه الله تكليما، قال الله لموسى: (وفتناك فتونا)، يعني: بلوناك واختبرناك بلاء بعد بلاء...

منذ أن كان نطفة في رحم أمه بدأت ابتلاءاته، فقد حملت به أمه في العام الذي يَذبح فيه فرعونُ كلَّ مولود يولد من بني إسرائيل... منذ أن كان نطفة كان موسى تحديا لفرعون، وإرغاما له، وإذلالا لهامته التي طالما تطاول بها مدعيا الربوبية! ... الله يريد موسى، وفرعون يريد ذبحه، والله يفعل ما يريد..

حتى إذا وضعتْه أمه، انتقل في رحلة بلاء أخرى... أوحى الله إلى أمه أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم، ليستقر به الأمر في قصر فرعون.. كانوا يبحثون عن المواليد وها هو يأتيهم بنفسه..! تسامع الذبّاحون بقدومه فحدُّوا شِفَارهم قاصدين ذبحه!

جاءهم رضيعا في تابوت، لا يكلف قتله شيئا، لكن الرعاية الإلهية كانت تحوطه، والوعد الإلهي لأمه كان نافذا، والله لا يخلف وعده: (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)، بلاءان عظيمان في لحظات شروق شمس موسى الأولى..!

نظرتْ فيه امرأة فرعون فأوقع الله حبه في قلبها: (وألقيت عليك محبة مني) ... ثم صاحت بهم: (قرة عين لي ولك لا تقتلوه)..! يروى أن فرعون قال: قرة عين لك، أما أنا فلا حاجة لي به!

والبلاء مُوْكَل بالمنطق، كان موسى رحمة على امرأة فرعون وسببا في نجاتها، وكان نقمة على فرعون وسببا في هلاكه وغرقه ولعنته إلى يوم الدين (وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود)!

ثم ابتلاه الله تعالى بتحريم المراضع -قدرا- ليكون تمهيدا لعودته ورجوعه لأمه، وابتلاه بعيشه ونشأته في بيت فرعون أعتى أهل الأرض وأكفرهم؛ ليراه موسى في كل أحواله، في حالة بطشه وجبروته، وفي حالة ضعفه البشري المعتاد.. وليعيش بعيدا عن أجواء الانكسار التي عاشها بنو إسرائيل!

ثم لما شبّ موسى، ابتلاه بقتل القبطي، وطَلَبِ فرعون وجنوده له، فكان تمهيدا لابتلاءات أخرى... خرج من مصر -لأول مرة- خائفا يترقب؛ لا يدري إلى أين يتجه! عدته وزاده: حسن ظنه بربه فقط: (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل).

وهو -عليه السلام- في كل هذه الابتلاءات وما جاء بعدها يترقى من حال إلى حال أكمل.. حتى صار موسى موسى! حتى صار -عليه السلام- يقف بنفس مستعلية بإيمانها أمام فرعون ويقول: (وإني لأظنك يا فرعون مثبورا)!

(كلا إن معي ربي سيهدين) هذا الثبات العظيم الذي وقفه نبي الله موسى في هذا الامتحان الكبير كان نتيجة لنجاحات -إن جاز التعبير- صغيرة تراكمت مع مرور الزمن حتى تشكلت هذه الشخصية المؤمنة الفريدة، الشخصية القادرة على الاستعلاء بإيمانها أمام طغيان فرعون.

لا ينفك أحد عن الابتلاءات، يوميا بل لحظيا نتعرض لابتلاءات متعددة.. الابتلاءات اختبارات، يترقى فيها العبد من كمال إلى كمال آخر، أو يتردى -عافانا الله- من نقص إلى نقص آخر... لا يلزم أن يكون الابتلاء في صورة مفزعة أو مفاجئة..

التكاليف الشرعية -مثلا- ابتلاء: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، فتن العصر وزينة الدنيا ابتلاء: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) الصحة والفراغ ابتلاء، المال ابتلاء.. حتى الشوكة يشاكها العبد تكون ابتلاء، والوقيعة في عرضك ابتلاء!

وفي كل واحدة من هذه الابتلاءات عبوديات يريدها الله تعالى منك، فإذا حققت مراد الله تعالى فيها؛ كنت ممن فاز وظفر .. (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون).


اللهم عافية وصبرا عند كل بلاء..
.
.
.
479 views00:53
باز کردن / نظر دهید