وإنّني لا أخفيكم يا اصدقائي بأني دخلت الى ذلك المكان ..ولكن بحالٍ مُختلف ..فترددت على مسامعي ذات الاصواتِ التي كانت لا تُفهم من اختِلافها ف كانت ممزوجةٌ بدموعٍ اوربما بضحكاتٍ وخيباتٍ وغيرها ..
ف نظرتُ الى الجُدران ف رأيتها مليئةً بالطاقه التي كانتْ تنبعثُ وتمتص من اصحابها ورأيتُ عليها اثارَ الرؤوس التي كانت تتكأُ عليها .. ثم نظرتُ الى الارضِ التي كانت تمشي فوقها اقدامٌ لا ثقةَ لديها واقدامٌ لا تسعها تلك الارض من الفرحه، وارضٌ امتصت دموع اصحابها ..
ثم بعدها جذبني المكان الذي اجلسُ فيه مع رفيقاتِ حُلمي ونحنُ نستلهمُ العِلم ..وكم مرةً نهضتُ لأُدلي على مسامع الجميع ما حفظت ..
ولكن الان كُل تلك الاقدام التي داست تلك الارض وكل تلك الاصوات بقيت موجودة لا تُزال .. على الرغم من ان اصحابها ذهبوا ..ولم يتركوا الا بصماتٍ هُنا
ف كُلٌ منهم انساقت اقدامه الى مكان ما .. وتجدد هؤلاء الناس وتبدلت اماكنهم وحل مكانهم اشخاصٌ آخرون ولكن !
الاثار لا تُمحى..والاصواتُ لا تُنسى.. والطاقاتُ لا تُفنى
ذلك هو مصنعُ الابطال
