Get Mystery Box with random crypto!

س/ لماذا يخلط سيد قطب -رحمه الله- بين الألوهية والربوبية؟ ما ا | قناة أ.د. حاكم المطيري

س/ لماذا يخلط سيد قطب -رحمه الله- بين الألوهية والربوبية؟ ما الذي أوقعه في هذا الخطأ؟

ج/ استعمال مصطلح الربوبية مكان الألوهية، أو العكس -وقصر معنى الألوهية على العبادة والطاعة، والربوبية على الخلق والتصريف- اصطلاح عرفي لا مشاحة فيه!
وأما في الاستعمال القرآني فلفظ الإله والرب يترادفان تارة، وقد يفترقان فيكون لكل منهما معنى يخصه.
فإذا اجتمعا في السياق افترقا في المعنى كما في قوله تعالى: ﴿قل أعوذ برب الناس... إله الناس﴾، فلفظ الرب هنا له معنى مغاير للفظ إله، فالرب تعني الخالق والسيد والمطاع، والإله هنا المعبود.
وافترقا في السياق واتفقا في المعنى في قول فرعون: ﴿ما علمت لكم من إله غيري﴾، وقوله: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾.
فاستعمل إله بالمعنى نفسه للرب.
والله اسم علم على الخالق واجب الوجود المستحق للعبادة والطاعة..
والرب صفة لواجب الوجود المستحق للعبادة والطاعة، وهي تأتي دائما مضافة (رب العالمين) (ربكم) (رب السموات والأرض) (رب العرش العظيم).
ولم ترد غير مضافة إلا في الحديث (أما الركوع فعظموا فيه الرب).
وقد جاءت الربوبية بمعنى إفراد الله بالعبادة وبالطاعة، كما في قوله تعالى: ﴿ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا﴾، قال عدي بن حاتم الطائي: ما اتخذناهم أربابا يا رسول الله! فقال النبي ﷺ: (ألم يكن يحلون لكم الحرام فتطيعونهم؟ فتلك عبادتهم)..
قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية: (فإن اتخاذ بعضهم بعضا أربابا، ما كان بطاعة الأتباع الرؤساء فيما أمروهم به من معاصي الله، وتركهم ما نهوهم عنه من طاعة الله، كما قال جل ثناؤه: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا}، كما:- قال ابن جريج: {ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله}، يقول: لا يطع بعضنا بعضا في معصية الله. ويقال إن تلك الربوبية: أن يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة، وإن لم يصلوا لهم.. عن الحسن: قال : في الطاعة).
وسيد قطب استعمل توحيد الربوبية بهذا المعنى مكان توحيد الألوهية .
ولهذا قال في "ظلال القرآن": (تتوافى مقاطع السورة الثلاثة كذلك على التعريف بحقيقة الألوهية، وهي لا تستهدف إثبات وجود الله - إنما تستهدف تقرير ربوبية الله وحده في حياة البشر، كما أنها مقـررة في نظام الكون، فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، إنما قضية الربوبية هـي التـي كانـت تواجههـا الرسالات وهي التي كانت تواجهها الرسالة الأخيرة إنها قضية الدينونة الله وحده بلا شريك، والخـضوع الله وحده بلا منازع ورد أمر الناس كلهم إلى سلطانه وقضائه وشريعته وأمره).
فهو يرى بأن توحيد الألوهية بمعنى الرب الخالق ليست محل خلاف، ولم تستهدف السورة إثبات وجود الله، وإنما أرادت قضية الرسالة النبوية: الطاعة والدينونة لله بتحكيم شرعه.
وقال أيضا: (وظاهر أنهم لم يكونوا يجحدون أن الله هو الذي أنشأهم من الأرض، ولكنهم ما كانوا يتبعون هذا الاعتراف بألوهية الله وإنشائه لهم بما ينبغي أن يتبعه من الدينونة الله وحده بلا شريك، واتباع أمره وحده بلا منازع، وهو ما يدعوهم إليـه صالح بقوله:{يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، لقد كانت القضية هي ذاتها قضية الربوبية لا قضية الألوهية، قضية الدينونة والحاكمية قـضية الاتبـاع والطاعة).
وهذا كقوله تعالى: ﴿ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله﴾ فهم يؤمنون بالله ولا يوحدونه في العبادة ولا في الطاعة والحكم!
وقال: (ومادام الله متفردا بالألوهية فإن أول مستلزمات الإقرار بهذه الحقيقة هـو الإقـرار بالعبوديـة لله وحده، وتحكيمه في شأن العبيد كله، وطاعتهم واتباعهم لكتابه ورسوله).
ولا إله إلا الله عند سيد هي (لا رب إلا الله ولا معبود إلا الله).
فهنا ينفي سيد توحيد المشركين لله في العبادة والطاعة مع إقرارهم له بالألوهية ﴿من خلقهم ليقولن الله﴾.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem