Get Mystery Box with random crypto!

#قريت_وجلست_لله تخرجت من كلية الهندسة بميزة حسنة، وحصلت على و | قناة د حامد الإدريسي

#قريت_وجلست_لله

تخرجت من كلية الهندسة بميزة حسنة، وحصلت على وظيفة في أقل من عشرين يوما بعد التخرج ..

كنت سعيدة بهذا، فأنا التي تحديت كل من يقول أني لن أجد عملا بهذا الحجاب الفضفاض والطبقات التي أرتدي ..
كنت أخبرهم في كل مرة أني متفوقة ولن تستطيع أي شركة رفضي .. وهذا ما كان، فقد حصلت على وظيفة في شركة غربية حيث أدنى مظاهر الحجاب ممنوعة؛ لكنني كنت الاستثناء.

كنت أعلم أنني في المكان الخطأ، لكنني كنت استثمار والدي .. ولم يكن عندي اختيار ثانٍ.

شيئا فشيئا، بدأت الدنيا تأخذ حظها من قلبي: الراتب، اسمي المعلق على باب المكتب، الشارة المعلقة في عنقي "المهندسة فلانة"، المواعيد .. بدأتُ أُعجب بتفاصيل حياتي كموظفة وأُحَاول تبريرها ليتوقف الصوت الذي يزعجني في رأسي متضايقا كل صباح.

كان يغذيني أكثر، سؤال الناس المحيطين بي: كيف توفقين بين الدكتوراه والعمل، كيف توفقين بين تدريس القرآن والعمل، ... أسئلة كثيرة توحي إلي أنني "المرأة الخارقة التي تريد كل امرأة أن تكونها"

تزوجت وكان على زوجي دين كبير، فقررت الاستمرار في العمل لمساعدته ثم القرار في البيت.
مرت الشهور، وعلاقتي مع الله في تراجع مستمر، خَفَتَ بريق كل المثيرات وأصبحت أخرج باكية كل صباح .. أستقل المواصلات ودموعي لا تتوقف .. لم أعد أجد طعم القرآن ولا حلاوة الإيمان .. ولا أرى ذنبا يحول بيني وبين الله، إلا الاختلاط المشؤوم والويلات التي يجر معه شئنا أم أبينا.
لم أعد أقَاوم الحق الظاهر، واستسلمت لكوني بين السندان والمطرقة .. فإما أستقيل من وظيفتي وأتحمل ضيق العيش الذي لم أعتد عليه، أو أستمتع بدنياي وأستمر في الخسارة.

ذات يوم، رجعت من العمل في نهاية الأسبوع .. مساء الجمعة .. باكية ككل يوم.
توضأت وتوجهت لمصلاي أدعو الله وأبكي،
تحدثت إلى الله بكل عفوية ..
"أنا أعلم يقينا أنك لا ترضى بهذا وأنك غاضب مني. أرجوك لا تختبرني، أنا لن أنجح في هذا الاختبار. أعني على نفسي واقضِ عني الدٌَيْن"
أذن أذان المغرب، فصليت ثم قُمت لأشغال البيت.
في اليوم التالي، السبت، كنت أكلم إحدى الأخوات، أحسبها على خير ولا أزكيها على الله .. تحدثنا عن العمل، فذكرت لها أنني أذهب غصبا وأعود غصبا كل يوم .. سألتني عن السبب، فقلت لها أن زوجي عليه ديون وأنني أريد مساعدته ثم أستقيل بعدها من وظيفتي.
سألتني عن مقدار الدين فأخبرتها ..
أرسلت لي المبلغ صباح يوم الاثنين، وقالت لي أن هذه زكاة مال إحدى الأخوات، تريد أن تعطيها لغارمين.

كنت مصدومة من الاستجابة السريعة لدعائي ..
بكيت من رحمة الله بي .. من رأفته .. من قربه .. من وده ..
وقدمت استقالتي في اليوم نفسه.
مازلت أذكر كلمة قالها زوجي حين حكيت له ما حدث، قال مبتسما "سنفطر سويا في الصباح؟"

لا يسعني الوقت لذكر تفاصيل كثيرة في قصتي .. تجلت فيها رحمة الله بي.

أكرمني الله عز وجل بعدها بحفظ القرآن وتعلم القراءات، واستعملني في الدعوة .. ورزقني ارتداء النقاب.
الحمد لله، الرحمٰن الرحيم.

#معاصرات_من_التراث