Get Mystery Box with random crypto!

بخصوص الانتخابات التركية: لا ينظر في انتخابات تركيا إلى تقييم | قناة د. وصفي أبو زيد

بخصوص الانتخابات التركية:

لا ينظر في انتخابات تركيا إلى تقييم شخصية أردوغـ.ـان وحزبه، واختلاف الناس فيه بين مؤيدٍ ومعارضٍ ومتوسطٍ ومحايد؛ وإنما إلى أن الانتخابات ثنائية؛ فإما أن يفوز الإسلاميون برئاسة أردوغـ.ـان وفيهم دَخَنٌ، وإما أن يفوز العلمانيون برئاسة كمال كليتشيدار أوغلو وهم الذين يجهرون بحرب الدين وأهله.

فوجوب انتخاب الصف الإسلامي في تركيا على ما فيه من ملاحظاتٍ ليس من الأمور المشتبهات في الدين، والتي تحتاج لإماطة اللثام عنها وبيان الحق فيها؛ لأنَّ البديل صادٌ للناس عن سبيل الله مجاهرٌ بذلك، معلومٌ عنه ذلك.

وقد تناولت أردوغـ.ـان من قبل بأنه فعل أفعالًا قامر فيها بالقيم والمبادئ لصالح المصالح وأنَّ هذا أمرٌ قبيحٌ منه قبيح، إلا أنَّ السياق الذي نحن فيه سياق معركةٍ أوضح من أن يُختلف فيها، لكنَّ كمية المؤثرات هي التي توقع بعض الناس في حساباتٍ فرعيةٍ وتذهلهم عن خطوط المعركة الكلية.

فالمعركة اليوم ليست معركةً بين الإسلاميين، ولا بين إسلاميين ووطنيين؛ بل بين إسلاميين وعلمانيين علمانيةً صريحةً قبيحة.

ومع ذلك؛ فإنَّ المنجزات التي فعلها أردوغـ.ـان وحزبه أشق من أن تُحصر، سواء في الباب الديني أو في الباب الدنيوي لا سيما الاقتصادي.

وأردوغـ.ـان هو الذي استطاع أن يرد تركيا من حصة أوروبا ليعيدها إلى حضن الأمة الإسلامية، وكان هذا أول أهدافه كما تحدث بذلك للدكتور عبد الله النفيسي في لقاءٍ جمعهما قبل ما يزيد ربما عن عشرين عامًا.

ثم هو في مشوار أسلمةٍ للمجتمع، وقد استطاع أن يقطع فيه شوطًا هائلًا، وفي التقييم الجزئي والنظر النقدي يُقال من الكلام ما يُقال مما ليس سياق هذه المعركة صالحًا له.

ولا عجب اليوم حين نرى تركيا بمثابة عاصمةٍ من عواصم الأمة الإسلامية، يجتمع فيها العلماء والدعاة والمجـ.ـاهـ.ـدون والباحثون وطلبة العلم والمظلومون والفارون بدينهم وأنفسهم من كيد الأعداء والفتن وغيرهم فئات كثيرة لا نعلمهم وجدوا في تركيا الملاذ الآمن والبيئة الخصبة للعمل بعيدًا عن عيون الظالمين.

وهذا بالنظر إلى جانب المصالح، أما بالنظر إلى جانب المفاسد.. فإنَّ في انتظار الأمة سيولًا ضخمةً من المفاسد لو نجح العلمانيون الذين يجهر الغرب بدعمهم صباح مساء.

ومن ذلك: إيقاف مشوار الأسلمة، ومحاربة الإسلام نفسه، والبطش بالإسلاميين، وتسليم المشردين واللاجئين إلى بلادهم ذات الأنظمة المجرمة، التي لا تفتأ تساوم السلطات التركية على تسليمهم من سنين.

أسأل الله أن يحفظ تركيا من كيد الكائدين، وأن يصلح الإسلاميين فيها وفي غيرها لئلا يكونوا فتنةً للذين آمنوا ولا للذين كفروا، إن ربي عزيزٌ حكيم.