Get Mystery Box with random crypto!

شعائر عاشوراء الجزء الأول ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائ | فجر الظهور 313

شعائر عاشوراء

الجزء الأول

﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾

إنَّ عمل الإنسان له شكلٌ ظاهر، وحقيقة مضمرة، فأيّ منهما هو مصبُّ الكمال الإنساني في توجيه الإسلام ؟

الإسلام والاهتمام بالباطن

ممّا لا شكّ فيه أنَّ الإسلام شدَّد على الباطن والنيَّة، فقد اشتهر عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "إنَّما الأعمال بالنيّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى أمر دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". وعن الإمام الصادق عليه السلام : "اجعلوا أمركم هذا لله، ولا تجعلوه للناس، فإنَّه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله".

من هنا كانت الدعوة القرآنيّة المكرّرة إلى التقوى التي مرجعها القلب والباطن ﴿تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.

الإسلام والاهتمام بالظاهر

إلّا أنّ الإسلام لم يهمل الشكل والظاهر، بل اعتبر، في بعض الحالات، أنّ هناك ترابطاً بين الظاهر والباطن. قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾

فالشعائر هي الأعلام الظاهرة المنصوبة للطاعة كالصفا والمروة اللتين قال الله تعالى فيهما: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }، وكالكعبة الشريفة التي ورد استحباب أن نذكر الله تعالى عندها قائلين: "الحمد لله الذي عظمّك وشرّفك".

لذا نتبارك بالظاهر منها، نتبارك بأركانها، بالحجر الأسود، وبالركن اليماني... لذا نكرّمها ونكسوها بكساء الجمال والبهاء. إنَّ ذلك هو تعظيم لشعائر الله تعالى.

وقد عبَّر الإمام الحسين عليه السلام عن حرمة الكعبة الشريفة حينما أرسل يزيد- لعنه الله- مجموعة اغتيال من 30 شخصاً ليغتالوا الإمام الحسين عليه السلام ، ولو كان متمسكاً بستار الكعبة. فخرج الإمام عليه السلام من المسجد مسوِّغاً ذلك بقوله: "لأنْ أُقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ من أن يُستحلّ بي حرمة الكعبة".
وأتممناها بعشر، سماحة الشيخ أكرم بركات.

https://t.me/fajer313