2022-06-28 22:00:47
#السید_واثق_الحسیني
لم يخلق الله سبحانه وتعالى شيئاً عبثاً، بل كل شيء بمقدار وتقدير وحكمة بالغة؛ ليتفكر الإنسان في خلق الله، فيعرف من خلال هذا التفكر الحقيقة، وكم حثّ سبحانه الناس على التفكر في خلقه لعلهم يهتدون إلى الحق ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾. ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾.
وفي النحل آيات يعرف الإنسان من خلالها الحق، فهو يجمع العسل من الأشجار، وفي العسل شفاء للأجساد، وكذا الأنبياء والأوصياء وشيعتهم يجمعون العلم من الشجرة الطيبة المباركة، وفي العلم شفاء الأرواح.
وكذا فإنّ مملكة النحل تهلك إن فقدت يعسوبها، ففي البداية تتكون في المملكة مجموعة ملكات كاذبة تماماً كحال العلماء غير العاملين، فهي تنتج بيضاً غير ملقح فتخدع باقي النحل بهذا الإنتاج الكاذب الواهم؛ ليكون مصير المملكة الهلاك بعد أن تضمحل تدريجياً.
والملكات الكاذبة في مملكة فقدت يعسوبها تكون أكثر من واحدة، وهي لا تتفق على حركة واحدة منسقة للخلية، كما أنّ كل واحدة منها تحيط نفسها بحاشية من النحل بعد خداعه بأنّها ملكة حقيقية، وهكذا تنقسم المملكة بسبب الملكات الكاذبة.
تماماً لو تتبعت حال الملكات الكاذبة في مملكة النحل، لوجدته مشابهاً إلى حدٍ كبير حال العلماء غير العاملين، الذين يأتون بعلم فاسد بعد شربهم من آجن، ويسببون إنقسام الأمّة بعد أن تفقد نبيها وإمامها.
وهناك آية في النحل للتضحية والفداء، فعندما يهاجم عدو مملكة النحل فإنّ النحل يهاجم العدو للدفاع عن المملكة وعن اليعسوب وباقي النحل، وكل نحلة تلدغ العدو فإنّها تفقد حياتها حتماً، ومع ذلك فالنحل يُقدم على التضحية بنفسه دون تردد من أجل المملكة، وفي هذا آية ودرس في الابتعاد عن الأنا.
في هذا المختصر حاولت أن أضيء لك الطريق قليلاً، لتتبع بنفسك حال النحل ومملكته؛ لتلمس مدى التشابه بينه وبين أهل الدين، سواء منهم الصادق والمخدوع والكاذب، فتعرف عندها أنّ الله يكلم الناس بكل شيء، بالحجر والشجر والحيوان .
السيد أحمد الحسن - الجواب المنير عبر الأثير - ج2.
السید واثق الحسیني حفظه الله
27 ژوئن 2022 م
https://tinyurl.com/26jqpn8j
@ghalam_ashab_ghaem_as
433 views19:00