2018-02-05 17:15:54
ـ┓━━━━━━━ ━┏
عظمـــاء فـــي الأســـلام
ـ┛━ ━━━━━━━┗
-
(4)
أما عمر المختار.... فقد كان في هذه الأثناء يتنقل مع بقية المجاهدين في صحراء ليبيا الحارقة ينصب فيها الكمائن للجنود الإيطاليين ، ليحول ليبيا إلى كتلة من نار تحرق معسكرات إيطاليا الفاشية ، موزع اوقاته بين الجهاد وقيام الليل ، فكان المختار يختم القران مرة كًل أسبوع في نفس أيام القتال ، وينام ساعتين أو ثلاث ساعات عٍلى الاكثر، حتى جاء ذلك اليوم الذي باغته فيه كمين إيطالي ، ليصاب فيه فرسه ، فيسقط عمر المختار على رمال الصحراء، عندها أخذ هذا الشيخ الكبير يزحف على بطنه فوق رمال الصحراء الملتهبة ، ليعتقله مرتزقة الطليان ، ليسرع غرتسياني ليقابل أسد الصحراء المرعب ، الذي لطالما سمع عنه الأساطير، وأترككم هذه المرة مع غرتسياني نفسه يصف تلك المقابلة في كتابه ((برقة المهدأة)):
"وعندما حضر المختار أمام مكتبي كانت يداه مكبلتين بالسلاسل ، وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال العاديين ، له منظره وهيبته ، رغم أنه كان يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبي أسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح:
فسألته قائلاً: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشستية؟ فأجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني
فقلت: ما الذي كان اعتقادك الوصول إليه؟ فأجاب الشيخ: لا شيء إلا طردكم ، لأنكم مغتصبون ، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
فسألته: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار البدو بأن يسلموا أسلحتهم؟
يضيف غرتسياني: ما أن سألت المختار هذا السؤال حتى نظر إليَّ بنظرة أرعبتني وقال لي بثقة غريبة:
"إننا لا نستسلم أبد اً. . .. نموت أو ننتصر"
ويستطرد غرتسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للانصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الجنرال الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد أمام هذا الرجل فأنهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء".
وتمت محاكمة المختار فعلاً بمحكمة قٍررت مسبقاً إعدامه، وفي عام 1931م تم إعدام هذا الشيخ الذي جاوز الخامسة والسبعين من عمره، واستشهد عمر المختار رحمه الله أمام أنظار شعبه، ولكنه كان قد زرع روح الجهاد في قلوب الليبيين قبل رحيله كما زرعها ابن باديس في قلوب الجزائريين قبل رحيله أيضاً، على الرغم من أن آياً منهما لم ير اَستقلال بلاده الذي جاء نتيجة لجهاده، فرحمك الله يا أسد الصحراء، يا شيخ المجاهدين، يا سيدي عمر المختار.
عمر. . .. اسم ارتبط ذكراه في وجدان كل مسلم باسم ثاني أعظم رجل في أمة محمد (ﷺ)، هذا الاسم يعشقه المسلمون عشقاً. . .. فهو الاسم الذي ألهم الشعراء وأنصف الفقراء
إيه يا ابن الخطاب . . . . ها قد وصلنا إلى ذكرك أيها الفاروق.
=========================
Telegram: https://telegram.me/GMI_S
Facebook: https://m.facebook.com/Great.Men.In.Islam/
3.0K views14:15