عُقدَةُ الخُضُوع مُنذُ طُفُولَتِهَا يَتِمُّ تَهيئَة المَرأة عَلَىٰ أَن تَكُونَ الزَّوجَة الصَّالِحَة الَّتِي تَعتَنِي بِزَوجِهَا أَكثَر مِن تَهيئَتِهَا لِتَكُونَ إنسَانًا حَقِيقِيًّا صَاحِبَ هَدَفٍ وَاضِح لِنَفسِه، وَعَلَىٰ هَـٰذَا الأَسَاس تُبنَىٰ عُقدَة الخُضُوع بِالخَوف مِنَ المُوَاجَهَة وَالحَاجَة لِلتَّبرِير الدَّائِم عَن خِيَارَاتِهَا وَنَمَط حَيَاتِهَا. الصَّبر عَلَىٰ أَمر جَلَل أَصَابَك هُوَ دلَالَة عَلَىٰ القُوَّة، وَلَكِنَّ الصَّبر عَلَىٰ التَّسَلُّط أَو الإِهَانَة أَو عَدَم الاكتِرَاث أَو إشعَارك بِالذَّنب فَهُوَ خُضُوع، الأَمر نَفسَهُ يَنطَبِقُ عَلَىٰ كَلِمَةِ ابتِلَاء الَّتِي يَستَغِلَّهَا البَعض لِيُوَاسِي نَفسَه، وَلَكِن فِي مَوضِع خَاطِئ؛ لِأَنَّ الابتِلَاء شَيء لَا حَولَ لَكَ فِيهِ وَلَا قُوَّة، أَمَّا المُوَاجَهَة وَمَعرِفَة حُقُوقك وَوَضع حُدُود وَاضِحَة هُوَ أَمرٌ رَغم صُعُوبَة التَّمَرُّس عَلَيهِ؛ لِأَنَّهُ يَحتَاجُ أَوَّلًا إِلَىٰ مُوَاجَهَة مَعَ الذَّات، إِلَّا أَنَّهُ لَيسَ مُستَحِيلًا. تَذَكَّرِي عَزِيزَتِي القَارِئَة: لَا أَحَدَ يَنجَذِبُ لِشَخصٍ خَاضِع لَا يَعرف قِيمَة نَفسِه، فَالجَاذِبيَّة وَلِيدَة التَّكَافُؤ وَحُدُود الشَّخصِيَّة، وَالتَّفَرُّد، وَالقِيمَة الذَّاتِيَّة، وَجَمِيع هَـٰذِهِ الأَسَاسِيَّات تُفقَد فِي عُقدَة الخُضُوع. يَجِبُ أَن أُنَوِّه عَن أَمرٍ مُهِم: فِي النِّهَايَة أَنتِ صَاحِبَة الخِيَار فِي أَن تَكُونِي ضِمنَ هَـٰذِهِ المُؤسَّسَة أَو رَفضهَا، فَأَنَا لَا أَدفَعُكِ لِلتَّخَلِّي عَنهَا، حَيثُ إِنَّ هَدَف البَعض هُوَ الإنجَاب، وَتَكوِين هَـٰذِهِ المُؤسَّسَة وَهُوَ وَاعٍ بِأَبعَادِهَا، وَيَسعَىٰ لِإلغَاءِ العَقد الخَفِيّ لِلتَّسَلُّط وَالخُضُوع، وَاستِبدَالَهَا بِتَعَامُل مُتَكَافِئ. - مِنْ كِتَاب عُقَدُكَ النَّفْسِيَّة سِجْنُكَ الأَبَدِيّ. #كورس_التغيير #تثقيف 265 views09:46