2022-05-27 19:53:50
تابع رياض الصالحين
باب فضل الرجاء:
قَالَ الله تَعَالَى إخبارًا عن العبدِ الصالِحِ: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} [غافر: 44، 45].
يُخبر تعالى عن مؤمن آل فرعون حين دعاهم إلى التوحيد، وتصديق موسى، ونهاهم عن الشرك، فتوعَّدوه أنَّه قال: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [غافر: 44]. أي: وأتوكل عليه، وأستعين، فيعصمني عن كل سوء، {إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}، فيهدي من يستحق الهداية ويضل من يستحق الإضلال، وله الحجة البالغة، والحكمة التامة، {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا}، ما أرادوا به من الشر.
قال قتادة: نجا مع موسى وكان قبطيًّا.
«440» وعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: ((قَالَ الله- عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنا معه حَيْثُ يَذْكُرنِي، وَاللهِ، للهُ أفْرَحُ بِتَوبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بالفَلاَةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ)) متفقٌ عليه، وهذا لفظ إحدى روايات مسلم. وتقدم شرحه في الباب قبله.
ورُوِيَ في الصحيحين: ((وأنا معه حين يذكرني)) بالنون، وفي هذه الرواية ((حيث)) بالثاء وكلاهما صحيح.
قوله عزَّ وجل: ((أنا عند ظن عبدي بي))، أي في الرجاء، وأمل العفو، ((وأنا معه))، أي: بالرحمة، والتوفيق، والإِعانة، والنصر، ((حيث ذكرني في نفسه أو في الملأ)).
وفي الحديث: لطف الله بعباده، وفرحه بتوبتهم، وأن من تقرب إليه بطاعته، تقرب إليه بإحسانه، وفضله، وجزائه المضاعف.
61 views16:53