الجنة عرضها السماوات والأرض، وهذه الجنّة التي عرضها السماوات والأرض يدخلها أهلها، ولكن لا تمتلئ.
وقد تكفَّل الله -عزَّ وجلَّ- للجنة وللنار لكل واحدة ملؤها:
↜فالنّار لا تزال يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ فلا تمتلئ، فيضع الله -عزَّ وجلَّ- عليها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول:" قط قط"
↜وأما الجنة؛ فينشئ لها أقوامًا، فيدخلون الجنة بفضل الله ورحمته:
ثبت ذلك في "الصحيحين" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي -ﷺ-:
"لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط.. بعزتك وكرمك. ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة"
⇅وهذا مقتضى قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: ٥٤]، وقول النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى: "إن رحمتي سبقت غضبي"[البخاري ومسلم]
↫ولهذا قال المؤلف: "فينشئ الله لها أقوامًا، فيدخلهم الجنة".