Get Mystery Box with random crypto!

#سلسلة_السير_إلى_الله والدار الآخرة #الحلقة (10): ما قيل عن | 🍃قناة الجليس الصّالح السّلفية🍃

#سلسلة_السير_إلى_الله والدار الآخرة

#الحلقة (10): ما قيل عن القبر.


كانَ عُثمانُ بنُ عفَّانَ إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته. فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -:(ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه)
صحيح ابن ماجه

القبرُ أوَّلُ منازلِ الآخِرةِ، وعذابُ القَبرِ ثبَت بنُصوصٍ مُتواترةٍ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد عَلِمَ الصحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم هذا جيدًا.
في هذا الحديثِ يَقولُ التَّابعيُّ هانِئٌ مولَى عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضِي اللهُ عنه: "كان عُثمانُ بنُ عفَّانَ إذا وقَف على قبرٍ يَبْكي حتَّى يَبُلَّ لِحيتَه"، أي: مِن شدَّةِ الدُّموعِ وانْهِمارِها، "فقيلَ له: تُذكَرُ الجنَّةُ والنَّارُ فلا تَبْكي"، أي: لا تَبْكي مِن خوفِ النَّارِ أو الاشتياقِ إلى الجَنَّةِ، "وتَبْكي مِن هذا؟!"، أي: مِن الخوفِ من دخولِ القَبْرِ.
فقال عُثمانُ رَضِي اللهُ عنه مُفسِّرًا لسبَبِ بُكائِه عِندَ القبرِ: "إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنزِلٍ مِن مَنازِلِ الآخِرةِ"، أي: أوَّلُ مَنازِلِها في السُّؤالِ والحِسابِ والثَّوابِ أو العِقابِ، "فإنْ نَجا مِنه" أي: مِن الحسابِ والعقابِ فيه، "فما بَعْدَه"، أي: مِن الْمَنازِلِ مِن حشْرٍ وعرْضٍ، ومُرورٍ على الصِّراطِ ونحْوِه، "أيْسَرُ مِنه"، أي: لو أنَّه كان مِن الْمُنَعَّمين في القبرِ ففي ذلك دَلالةٌ على نَجاتِه مِن باقي المنازِلِ الأُخْرى حتَّى يَدخُلَ الجنَّةَ، أو بمعنًى آخَرَ: كان ضَمانًا واستِبْشارًا في دخولِ الجنَّةِ، "وإن لم يَنجُ منه"، أي: شَمِلَه عذابُ القبرِ ونال مِنه، "فما بَعْدَه أشَدُّ مِنه"، أي: كان لذلك دَلالةٌ على أنَّه لن يَنجُوَ مِن باقي مَنازِلِ الآخرةِ.
قال عُثمانُ رَضِي اللهُ عنه: وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ما رأَيتُ مَنظَرًا قَطُّ إلَّا والقبرُ أفظَعُ منه"، أي: ما رأيتُ منظَرًا وهو ذو هَوْلٍ وفَظاعَةٍ إلَّا كان القَبرُ ذا منظَرٍ أشَدَّ مِنه. وعبَّر بالمنظَرِ عن الموضِعِ مُبالَغةً، كيف لا وهو بَيْتُ الوَحْدةِ والغُربةِ والوَحْشةِ والدُّودِ والانْقِطاعِ عن الأعمالِ الصَّالحةِ. والتزوُّدُ بالطاعاتِ والعملِ الصَّالحِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ تعالى في الدنيا، من أعظمِ الأسبابِ التي تُنجِّي منَ العذابِ، وتُثبِّتُ المرءَ عِندَ السؤالِ في القبرِ.
وفي الحديثِ: التَّرهيبُ مِن عذابِ القبْرِ.
وفيه: إثباتٌ لعَذابِ القبرِ ونَعيمِه.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة".
صحيح البخاري(1379)

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " العبد إذا وضع في قبره وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيراهما جميعًا، وأما الكافر - أو المنافق – فيقول: لا أدري كنت أقول كما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين"
صحيح البخاري(1338)

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيًا منها، نجا منها سعد بن معاذ"
مسند الإمام أحمد (4/327)

ليتصور كل واحد منا نفسه وقد حمل على أكتاف الرجال، ووضع في هذه الحفرة الضيقة المظلمة التي لا أنيس فيها، ولا جليس ولا مال ولا بنون، وأصبح القبر مسكنه، والتراب فراشه، والدود أنيسه، في ذاك الموقع لا تنفع الأموال، ولا المناصب، ولا الشهادات،

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله، ومال، وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله"

صحيح البخاري (6514)

فينبغي للمؤمن أن يتدارك نفسه وأن يبادر بالتوبة النصوح، وأن يلزم نفسه بالطاعة والتقوى، وأن يكون على استعداد للقاء ربه. وفي الحديث بقية ان شاء الله...
t.me/Jssalafia