2021-10-26 12:33:26
مرّ ثلاث سنوات: كان اليوم حفل تخرجك، كنت وسيمًا للغاية بتلك البدلة الزرقاء، كنت أتمني أن أكون معك في تلك اللحظات المهمة ولكن للقدر رأي آخر، ما زلت أدعو لك كما وعدتك، وأيضًا اليوم أنا أتممت حفظ القرآن الكريم وتعلمت الكثير عن العلوم الشرعية كما كنت أرغب دائمًا.
مرّ أربعة سنوات: عزيزي، ألم يأن الآوان أن يردك الله لي؟ اشتقت لك كثيرًا، بداخلي الكثير من القصص والألم والحب والخذلان والعتاب التي لن أستطيع أن أحكيها لأحد غيرك، كنت أدون كل ما يحدث معي لسنوات حتي أقصه عليك عندما أراك، يظن أصدقائي أني تخطيتك ولا يعلمون أنك لا زلت بقلبي وأني ما زالت واقفة عند ذلك اليوم الذي قررت فراقك فيه.
*فتحت صفحة جديدة في المذكرة وبدأت أكتب، اليوم" مرّ أربعة سنوات وثلاثة أشهر": كنت علي حق عندما شبهت الحب باللعنة التي تلازم صاحبها، لعنتك تأبي الابتعاد عني، فكيف السبيل للتوقف عن حبك؟، لم أعد أعلم أكنت تحبني حقًا أم لا؟ لكن قلبي يأبي استيعاب أن كل تلك الوعود كانت كاذبة! غير قادر علي تخيل كيف لإنسان أن ينطق بكلام أبعد ما يكون مشاعره الحقيقية! ما قالته تلك السيدة العجوز صحيح إذا كنت تحبني كنت ستبذل علي الأقل بعض المجهود من أجلي، تقدم لخطبتي أحدهم، سأوافق علي عكس كل مرة كنت أرفض من أجلك، من أجل مجرد وهم! سأتخطاك.
*أغلقت مذكراتي وسرعان ما غرقت في النوم لشدة تعبي.
_شمس حبيبتي اصحي، هتتأخري علي الكلية، وراكِ محاضرة الساعة 9 والساعة الوقتي 8 ولسه طريقك طويل.
=استيقظت سريعًا، ايه! خلاص خلاص صحيت أهو، يا نهار هتأخر كدا ومريم هتقلني.
*توضأت لصلاة الضُحي، ارتديت ملابسي وذهبت سريعًا.
_مش هتاكلي قبل ما تنزلي يا بنتي.
=لأ مش هلحق يا بابا أنا اتأخرت أوي، هبقي أفطر مع مريم في الكلية.
_ماشي يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك.
=حاضر، سلام.
_في حفظ الله.
*وصلت لأجد المحاضرة الأولي قد بدأت ومريم تنتظرني في مكاننا المعتاد.
_بغضب| اتأخرتي ليه يا هانم! مش عارفه أن ورانا محاضرة بدري.
=قلت مازحة محاولة تخفيف غضبها فهي تكره مَن يتأخر عليها| هي دي صباح الخير بتاعتك! مكانتش نص ساعة يعني، كدا كدا الدكتور مش هيدخلنا نبقي نسمع الريكورد اما ينزل علي قناة الدفعة، تعالي نفطر الأول علشان نزلت من البيت من غير ما أكل وجعانة أوي وهحكيلك.
_تنهدت بنفاذ صبر| ماشي يلا قدامي علي الكاڤيتريا.
=هتطلبي ايه؟
_كريب كالعادة وبيبسي.
=اشطا.
*ذهبت لأطلب الطعام وبعد دقائق انتهي وجلسنا نأكل ونتحدث.
_جيت، خدي الكريب والبيبسي بتوعك أهم.
=هاتي، احكي بقي.
_بابا قالي امبارح أن ابن خالي متقدملي وأنا مترددة أوي.
=طب حلو وافقي، ابن خالك كويس ومتخرج من طب وشغال.
_قلت باندفاع| حلو ايه بس يا مريم، هو كويس مختلفناش بس مش حاسه أني ممكن أتقبله وكدا هبقي أظلمه معايا وهو كمان يعني مش ملتزم أوي وكلامي معاه قليل فمعرفش شخصيته لأننا بنتقابل في المناسبات بس.
=تحدثت بشك| متأكدة أن السبب الوحيد؟
_توترت قليلًا| قصدك ايه يعني!
=قصدي اللي فهمتيه، مش عليا يا شمس انا مش لسه عارفاكِ امبارح، لسه بتحبيه وبتفكري فيه صح؟
_صح.
=يا ربي، أنا شوية وهلم كرامتك من علي الأرض، شمس دول أربع سنين مش أربع أيام، تفتكري في الفترة دي متعرفش علي بنت تانية في مجاله وحبها أو علي الأقل أُعجب بيها!، الرجالة مش زينا مش معني كدا معندوهمش مشاعر بس بيعرفوا يحكموا عقلهم كويس، مش بيتعلقوا بأوهام واحتمالات، كفاية السنين اللي فاتت بجد، أنا أتمني كلامي يطلع غلط بجد ويكون لسه بيحبك بس هو اتخرج من سنة وخلص جيشه من فترة زي ما قولتي، يبقي ايه مانعه يتقدم!
_مش عارفه يا مريم بجد، أنا تعبت فعلًا ومش عارفه أعمل ايه، وأنتِ عارفه أني مستحيل أكلمه وهو مش مقصر بعرف أخباره بالعافية وعامل بلوك من كل الأبليكيشنز.
=رأيي أنك تدي ابن خالك فرصة، وتاخدي فرصة خطوبة كويسة تعرفي طِباعه وشخصيته، يمكن يطلع كويس ولو مطلعش كويس ومرتاحتيش محدش هيغصبك تتجوزيه أكيد يعني، عمي طيب وأكيد أختك هيبقي ليها نفس الرأي.
_حاضر يا مريم هصلي استخارة وأبقي أقولك قررت ايه، يلا الوقتي نلحق المحاضرة التانية.
=أوك، يلا.
*انتهيت من محاضرات اليوم وذهبت إلي كافيه أتردد عليه بانتظام يطل علي البحر لم أذهب إليه منذ فترة طويلة، جلست في مكاني المعتاد.
_أهلًا برجوعك لبه الغيبة الطويلة دي؟
=تسلمي، أنتِ عارفه بقي الكلية ومشاغلها.
_ربنا معاكِ،هتطلبي نفس أوردر كل مرة؟
=ابتسمت| يارب، آه، لو سمحتِ.
_ربع ساعة ويجهز إن شاءالله.
=تمام.
*ما إن غادرت حتي تملكت مني الذكريات، تذكرت آخر حديث بيننا.
_ايه بقي الموضوع المهم اللي جايباني بسرعة علشانه.
53 viewsءالآء.♡, 09:33