2020-08-16 02:13:23
#مقالة_المنتدى
زواج.الأرملة.والمطلّقة.tt
إنّ المرأة المطلقة، أو الأرملة أمانة فلنتقِ اللّه فيها.
عندما كانت المرأة المسلمة يُتوفّى عنها زوجُها، أو تُطلّق، كان الصحابة يتسابقون على الزواج بها؛ من أجل رعايتها، ومن باب الاحترام والإكرام لها .
فإذا تصفّحنا سيرتهم نجد صحابيّة تزوجت بأربعٍ من الصحابة، صحابيٌّ تلو الآخر، وبثلاثة، ولم يُنظر إليها، ومثيلاتُها بعين المعايرة، أو الانتقاص.
فهذه (عاتكة) تزوّجها (ابن أبي بكرٍ الصدّيق) - رضي اللّه عنه- وكانت تحبّه ويحبّها حُبًّا لا يوصف، ثمّ مات عنها، فبادر بالزواج منها الفاروق (عمر) -رضي الله عنهُ- ثمّ مات عنها شهيدًا، فبادر بإكرامها والزواج منها حواريّ النبى صلّى اللّه عليه وسلم (الزّبير بين العوّام) فقُتل شهيدًا، فلم يقولوا عليها: (جلّابة المصائب على أزواجها)، إنّما قالوا (من أراد الشّهادة فعليه بعاتكة).
ولتتصفحوا معي قصّة (أسماء بنت عميس)، وزوجها الأخير سيّد الرّجال والفرسان (عليّ بن أبي طالب) -رضي اللّه عنه- وهو يلاعب أبناءها من أزواجها السّابقين ، ويسمع كلامها العذب فيهم لأولادها، فيبتسم، ولا يغار، ويقول:
لو تكلّمتِ فيهم بغير هذا لزجرتُك؛ فهم أصحابي.
لم نسمع يومًا أنّ واحدة عندما تزوّجت اتّهمها البعض بخيانة ذكرى زوجها .
نبيّنا -صلى اللّه عليه وسلم- نفسه لم يتزوّج بكرًا سوى أُمّنا (عائشة) -رضي اللّه عنها- فقط.
ونستغرب عندما نجد البعض إذا أراد الزّواج ممّن سبق لها الزّواج يتعامل مع حقوقها وكأنّها سيارةٌ مستعملةٌ!
وهذا -واللّه- إجرامٌ وظلم في حقّ المرأة المسلمة؛ فتجد الكثير يتأذّى من فكرة زواجها السّابق، وهذا إن دلّ على شيء فلا يدُلّ إلّا على عدم ثقته بنفسه .
المرأة المسلمة التي لم تنجح في حياتها، أو ترمّلت ليست فاشلة، وإلا لكانت سُمّيت سورة الطّلاق بسورة الفشل.
بل لقد سُمّيت لدى المفسّرين بسورة الفرج
"لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا"
تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطّلاق، وأصابها الخوف من المستقبل، وما فيه من آلام نقول لها:
"لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا"
لعلّ بعد الفراق سعادةٌ وهناء، لعلّ بعد الزّوج الأوّل زوج أصلح منه.
ولعلّ الأيّام القادمة تحمل في طيّاتها أفراحًا وآمالًا.
يتوجّب علينا -كمسلمين- أن نحافظ عليهن، ونُحاول أن نعوّضهنّ عن خسارتهنّ النفسيّة والمعنويّة، وأن نحميهنّ من كلاب وحثالات البشر، ممّن ينظر إليهنّ بسوء.
هاهو نبينا محمّد -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان أوّل زواجه بسيّدةٍ سبق لها الزواج (خديجة بنت خويلد) -رضي اللّه عنها- فلو كان تعدّد زواج المرأة سُبّةً، لكان الإسلام نهى عنه، وحرّمه.
فديننا أولى بالأخلاق والشرف منّا جميعًا، ومنه تعلّمنا كلّ الأخلاق .
إنّ المرأة المسلمة هي عنوان نقاء وقُوّة بنيان المجتمع الإسلامي، فاتقوا اللّه في نساء المسلمين.
حفظ اللّه نساء، وبنات المسلمين
#منقول
346 viewsjojo jojo, 23:13