#زمن_العزة #أهل_البيت_18 (( أم المؤمنين / ب | قصص الصحابة
#زمن_العزة
#أهل_البيت_18
(( أم المؤمنين / برة بنت الحارث )) ......... الحلقة الأولى ........
كانت الأميرة / برة بنت الحارث ذات مكانة كبيرة عند قومها (( بني المصطلق )) ، و تعامل بينهم معاملة خاصة جدا .. .. ، و كيف لا ، و هي ابنة سيدهم (( الحارث بن أبي ضرار )) .. ، و كانت ( برة ) تتميز بجمال صارخ ووجه ساحر يأخذ بالقلوب .. ، فتزوجت في سن مبكرة من ابن عمها ، و كانت تنعم معه بحياة هانئة مستقرة ، فكل يوم تستيقظ لتأكل ما لذ و طاب من الطعام .. ، ثم تقدم القرابين للأصنام .. ، فإذا دخل الليل تدخل لتنام .. !!
.. إلى أن وصلتهم أخبار ذلك الرجل الذي خرج من مكة فسفه دين آبائهم و أجدادهم ، و أحدث هو و أصحابه انقلابا شاملا على أفكارهم و معتقداتهم ، و جاء بدين جديد لا يعرفونه .. .. ، حتى أصبح حديث القبائل العربية كلها ..!!
.. ، ثم تعاظم خطبه و ارتفعت رايته عندما نجح في إنشاء دولة للإسلام في يثرب ، و انتصر في (( بدر الكبرى )) على جيش (( قريش )) زعيمة العرب و صاحبة السيادة و الريادة في الجزيرة كلها ..!!
.. ، فرأى الحارث بن أبي ضرار أنه لا يجب الانتظار ، و أن عليه أن يباغت محمدا و أصحابه بجيش جرار ليهدم يثرب على رؤوس الصغار قبل الكبار ، انتقاما لإخوانهم الفجار .. !!
.. ، و لم يكن يخطر ببال الحارث بن ابي ضرار أنا محمدا .. صلى الله عليه و سلم .. يمتلك جهازا استخباراتيا على أعلى مستوى استطاع أن ينقل إليه تفاصيل مخططه المشؤوم قبل أن يخرج مقاتلو بني المصطلق من بيوتهم ..
.. ، ففوجئوا بجيش المسلمين في عقر دارهم .. !!
.. ، و دار قتال عنيف بين الفريقين ..
.. و لكن الله تعالى أنزل نصره على رسوله و على عباده المؤمنين ، فسقطت قبيلة بني المصطلق في ساعة من نهار بعد أن قتل المسلمون عددا من رجالهم .. ، و كان من بينهم زوج الأميرة الصغيرة (( برة )) .. !!
.. ، و إذا بجنود المسلمين يقتادون الأميرة الجميلة بين السبي ، فوجدت نفسها .. بعد التقسيم .. من نصيب الصحابي الجليل / ثابت بن قيس .. !! .. ، فأظلمت الدنيا في وجهها ، و أصابها من الغم و الكرب ما لا يعلم قدره إلا الله .. .. ، و أخذت تقول لنفسها :
(( .. ما هذا الذي أصابني ... ؟!!! .. أين أبي .. ؟!! .. أين زوجي .. ؟!! .. أين أهلي .. ؟!!! .. أأصبحت ( أمة ) عند هذا الرجل .. أباع و أشترى .. بعد أن كنت سيدة مطاعة في قومي .. ؟!! .. هذا مستحيل .. مستحيل ... !!! ))
.. و بلا شك .. هذا وضع لا يطاق و لا يحتمل خاصة مع أميرة جميلة مدللة مثل (( برة بنت الحارث )) .. ، و لذلك قررت أن تكاتب سيدنا / ثابت بن قيس لتنال حريتها .. .. ، و المكاتبة معاناها أن تتفق معه على مبلغ من المال تدفعه له في مقابل أن يعتقها ..
.. ، فلما رأى ثابت بن قيس حالها ، و ما هي فيه الضيق و الغم أشفق عليها ، و وافق على المكاتبة ..
.. و لكن .. من أين لها بهذا المال الذي ستدفعه إليه ، و قد ضاع منها كل شئ .. ؟!!!
.. فكرت الأميرة البائسة ، و فكرت .. ، فلم تجد أمامها إلا (( رسول الله )) صلى الله عليه و سلم لتستنجد به .. !!!
.. ، فهل يمكن أن يمد لها النبي يد العون و هي ابنة من كان يريد قتله و إبادة أصحابه و إسقاط دولته .. ؟!!!
.. ليس هناك حل آخر ..
.. ذهبت الأميرة إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم و هي تحمل حزنها .. ، و طرقت الباب ..